البلقاء اليوم - ضمن حوارات ملتقى النخبة-elite ليوم الثلاثاء.. كان حوار الليلة بعنوان...
((مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.. بين التحديات.. وآفاق المنافسة والتطوير))..
حين نتحدث عن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.. فإننا نتحدث عن مؤسسة وطنية كانت وما زالت تشكل أحد الروافد المهمة في مسيرة التقدم والتحديث الذي شهده الأردن عبر عقود من الزمن، ونستحضر إرثاً إعلامياً عريقاً كان شاهداً على تاريخ الأردن، وناقلاً لصوت الوطن إلى العالم.. هذه المؤسسة التي انطلقت لتكون منارة إعلامية رائدة على مستوى المنطقة تجد نفسها اليوم أمام تحديات إعلامية كبيرة بفعل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتعيش اليوم واقعاً متبايناً بين ما كانت عليه، وما آلت إليه، وبين تطلعات المواطن ورغباته في إعلام وطني عصري قوي ومؤثر قادر على المنافسة، وعلى مواكبة المتغيرات، وتلبية احتياجات الجمهور، ومحاكاة هموم المواطن، ومناقشة قضايا الوطن بكل جرأة وشفافية، وبين تحديات العصر الرقمي التي تجعل المنافسة على قلب الجمهور وعقله أصعب من أي وقت مضى..
لكن، وفي ظل ما نسمع ونقرأ من انتقادات لأداء هذه المؤسسة الوطنية، فمن حق كل مواطن غيور على مصالح وطنه، وكفاءة مؤسساته أن يتساءل.. هل ما زالت المؤسسة قادرة على أداء دورها بفاعلية واحترافية ومهنية كما كانت، أم أنها باتت تعاني من صعوبة في أدائها؟! أم أنها باتت تمر في أزمة أعمق من ذلك، وهل تمتلك استراتيجيات وسياسات إعلامية واضحة قادرة على توحيد الخطاب الإعلامي، ومواكبة التطورات الحديثة؟! وهل يمكن لمؤسسة بهذا الإرث، وبهذه المكانة أن تعود للمنافسة على تصدر المشهد الإعلامي محليا، واثبات حضورها عربياً؟!..
في هذا الحوار..
سنحاول سبر أغوار هذا الواقع، واستكشاف الحلول التي يمكن أن ترتقي بهذه المؤسسة، وتعزز مكانتها وحضورها على الساحة الإعلامية، وذلك عبر نقاش موضوعي وعميق يهدف إلى تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية، والتحديات القائمة، وتقديم رؤى بنّاءة، وحلول عملية للنهوض بهذه المؤسسة بما يمكنها من تعزيز وتقوية مكانتها كمصدر رئيسي للمعلومة السريعة والموثوقة، وصوت الشعب المهني إلى العالم.
نضع بين أيديكم هذه التساؤلات، وهذه المحاور للوقوف على مقترحاتكم وآرائكم:
- كيف تقيمون أداء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون اليوم مقارنة بماضيها؟! وهل ترون أن هناك مؤشرات على تراجع دورها؟!
- ما هي أبرز التحديات التي تواجه المؤسسة في ظل الثورة الرقمية، وتعدد وسائل الإعلام الحديثة؟!
- هل تعتقدون أن المؤسسة تمتلك الإمكانيات البشرية والفنية اللازمة للنهوض بدورها الإعلامي؟! وإذا كانت الإجابة لا، فما الذي ينقصها؟!
- ما هي الخطوات العملية التي تقترحونها لتقوية الثقة بين المؤسسة وجمهورها؟!
- كيف يمكن تحقيق التناغم بين الإعلام الرسمي، ومتطلبات الشفافية والحداثة دون أن يضعف دورها الوطني ومصداقيتها؟!
- هل كان لاستحداث قناة المملكة، وتزايد أعداد الفضائيات المحلية أثرا ايجابيا على أدائها، ودفعها للمنافسة الإعلامية في إطار مصالح الوطن؟!
نقيب المهندسين الاسبق.. المهندس عبدالله عبيدات.. تحدث عن تجربة شخصية.. حيث قال..
اعتقد ان مشكل الإذاعة والتلفزيون تنحصر في الإدارة والرقابة.
الإدارة في ظل تسارع الاعلام الرقمي تحتاج إلى تغيير في قيادات الصف الأول والتخلص من الكوادر غير الكفؤة المعينو بناء على المحسوبية التقليدية المتعلقة بالمدراء العابرين.
والموضوع الإداري متعلق بتغيير الشكل في التقديم والاخراج.
اما مجال الرقابة وهو متعلق بالمحتوى والمضمون وهو سقف ما هو مسموح وغير مسموح حيث تمثل الإذاعة والتلفزيون رأي النظام والحكومة وهنا نتحدث عن رقابة صارمة من خارج الإذاعة والتلفزيون وهذا ما نتج عنه خطا إعلاميا يمثل وجهة النظر الواحدة والتي تعرض بطريقة تقليدية انفض عنها الناس.
لي تجربه مع التلفزيون الاردني عندما أرادت إحدى مقدمات برنامج أسبوعي عمل حلقة مسجلة معي لاتحدث عن نقابة المهندسين حيث تم الاتفاق لتسجيل الحلقة ولكن المذيعة اعتذرت في آخر لحظة ثم تواصلت معي من جديد ولكنها اعتذرت مرة اخرى وبعد فترة تواصلت معي واخبرتني ان ادارة التلفزيون غير موافقة على استضافة نقيب المهندسين عبدالله عبيدات لانه معارض ولكن المقدمة كانت جريئة واصرت على عمل المقابلة واخبرتهم انها مسجلة واذا لم تعجبهم فيمكنهم عدم بثها وفعلا تمت المقابلة وكانت عن نقابة المهندسين والمهندسين ولم يكن فيها أي امر متعلق بالسياسة وفي اليوم الموعود لبث المقابلة تم بث ٧ دقائق وتم قطعها بحجة وجود خلل فني هذه تجربة شخصية تؤكد لي على ان الإذاعة والتلفزيون الاردني بحاجة الى تقليل الرقابة الصارمة التي تدفع المستمعين والمشاهدين لعدم القناعة بمتابعتهما.
الدكتور علي خلف حجاحجه.. قال في مداخلته..
مؤسسة الإذاعة والتلفزيون
بداية علينا أن نقر بذلك الدور الرائد والبصمات التي تركتها مؤسسة الإذاعة والنلفزيون، ومرت بمرحلة رواج وكان مصدرا لتصدير الكفاءات الإعلامية لمستوى العالم، وكانت طبعا ولا زالت مؤسسة وطنية باحتراف.
لكن عصف بهذه المؤسسة ما عصف بغيرها من تحديات وصعوبات، منها الترهل الإداري وتقول الواسطة والمحسوبية والتعيينات للتنفيع. فاضعفت ادائها.
يضاف إلى ذلك يوم كانت المؤسسة في اوج عطائها لم تكن هناك حرية ولا انفتاح اعلامي ولا تنافس كما هو اليوم، فصارت تقارن المؤسسة بغيرها فيلاحظ عامة الناس أفضلية غيرها متناسين معيار المصداقية والبعد الوطني.
فعلى سبيل المثال مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وانا مطلع على جانب كبير من عملها لا تنشر الاخبار بقصد السبق الاعلامي بقدر ما تتحقق من ذلك وترى ما هي ابعاده الوطنية، في الوقت الذي تكون قد سبقتها المحطات الاخرى فيحسب هذا عليها ولا يحسب لها.
وفي جانب اخر تخضع المؤسسة لنظام الخدمة المدنية الذي يحد من قدرتها على استقطاب الكفاءات وفي ظل غياب المرونة والصلاحية بالاستقطاب تصبح المؤسسة طاردة لا جاذبة.
ناهيك عن ان كثير من المحطات اعتمدت وتعتمد في عملها على الكفاءات التي تصورها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون. يضاف إلى ذلك كثرة الجهات الرقابية عليها، واستقواء المواطنين عليها وهذا لا يتم على المحطات الاخرى.
برأيي هذا غيظ من فيض.
الإعلامي فارس الحباشنة.. تحدث عن الموضوع من وجهة نظر شخص متابع.. حيث قال..
التلفزيون الاردني مضحك مبكي .
و من المعيب ما قد وصلت اليه الشاشة الوطنية .
و التلفزيون الاردني برامج مكررة .
والشاشة غدت بلا هوية .
و تعرفون انه ذات مرة انقطع البث خمس دقائق ، و لم احد شعر او حس في الخبر .
و الشاشة فقدت جمهورها .
و القاعدة الاجتماعية التقليدية لمتابعي التلفزيون و الاذاعة قي المحافظات .
و اليوم ، انقلبوا على شاشة التلفزيون و الاذاعة ،
و استبدلوها في شاشات اخرى .
و يقدم على الاذاعة الاردنية 20برنامج اذاعي نفس النسخة و المضمون .
و كذلك على البرامج على شاشة التلفزيون .
و الادهى ان الضيوف مكررين والمواضيع مكررة ، و افكار البرامج مكررة .
و استغرب ما اسمع من قصص و حكايا من ضيوف الاذاعة و التلفزيون الاردني .
و كيف يتم و يقع الاختيار عليهم .
تفاصيل في غاية التسلية و السخافة .
مرة واكرر صدقوني ان التلفزيون الاردني اكثر من يحتاج الى اعلاميين من اهل المهنة و ثورة اعلامية بيضاء .
وفي ملف الانتاج التلفزيوني .. بلاوي ومصائب .. احتكارات كبرى و شركات وهمية و تفاصيل تدمي القلوب .
و قد لا اجد مستعا هنا لطرح كافة تفاصيل و ما وراء ازمة التلفزيون الاردني .
ولكن ، اعدكم في منشورات لاحقة نشر غسيل التلفزيون بحلقات متسلسلة.
الدكتور سمير غازي القماز.. كانت وجهة نظره موجزة.. ومن تجربة شخصية.. كما يلي..
الغريب أن الضيف يكون مجهز اجاباته و ردوده من ورقة تكون امامه ، لا ادري هل هو مجهزها أم معد البرنامج يكون قد اعدها له لكي لا يخرج عن المطلوب ،
ذات يوم استضافني التلفزيون الأردني أنا و شخص آخر بلقاء تلفزيوني ،برنامج صباحي .. خلال اللقاء استعملت نصا من قانون الصحة العامة لادعم كلامي .. فجن جنونه .. طاب مساؤكم احبتي ..
الدكتورة ميسون تليلان السليّم.. وضعت اقتراحات مبتكرة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون في عصر الثورة الرقمية..
في ظل الثورة الرقمية، تواجه مؤسسة الإذاعة والتلفزيون تحديات كبيرة تتطلب تحولات استراتيجية لتحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو والابتكار. وفيما يلي أبرز الاقتراحات التي يمكن أن تضع المؤسسة في مصاف المؤسسات الإعلامية الرائدة:
1. إطلاق قناة تفاعلية عصرية:
إنشاء قناة تفاعلية رقمية تمزج بين الإعلام التقليدي والتقنيات الحديثة، وتتيح للمشاهدين التفاعل مع المحتوى من خلال التصويت والتعليقات والمشاركة الفورية باستخدام تقنيات الواقع المعزز والافتراضي.
2. تطوير منصات مخصصة لاهتمامات الجمهور:
تصميم منصات إعلامية رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات المشاهدين وتقديم محتوى مخصص يلبي اهتماماتهم، سواء كانت أخبارًا، ثقافة، أو برامج ترفيهية.
3. برامج تدريبية تفاعلية للشباب:
إطلاق تطبيقات تعليمية على الهواتف المحمولة تتيح للشباب تعلم مهارات الإعلام الرقمي مثل إنتاج الفيديو، تحرير المحتوى، وتحليل البيانات، مع مسابقات لتطبيق ما تعلموه عمليًا.
4. التعاون مع الشركات التكنولوجية الناشئة:
بناء شراكات مع شركات التكنولوجيا لتطوير محتوى مبتكر باستخدام الذكاء الاصطناعي، كالتحليلات الإعلامية الآلية وتقارير البيانات، مع التركيز على تعزيز استخدام التقنيات الحديثة في الإعلام.
5. إطلاق منصات إعلامية مجتمعية:
إنشاء منصات تتيح للمواطنين المساهمة في إنتاج المحتوى الإعلامي عبر إرسال مقاطع فيديو أو صوتية حول قضايا محلية وبثها مباشرة عبر الإنترنت.
6. إعادة تصميم تجربة البث الرقمي:
الاستثمار في تقنيات البث الشخصي التي تتيح للمشاهدين تخصيص المحتوى الذي يرغبون بمتابعته، ودمج برامج متعددة وفق اهتماماتهم.
7. تجارب إعلامية تفاعلية في الأماكن العامة:
تقديم تجارب إعلامية مبتكرة في المولات والميادين العامة باستخدام شاشات تفاعلية كبيرة، مما يعزز التفاعل المباشر بين المؤسسة والجمهور.
8. برامج ثقافية بتقنيات الفن الرقمي:
إنتاج برامج تفاعلية تعكس التراث الأردني باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، مما يسمح للمشاهدين بالتفاعل مع المواقع الأثرية كالبتراء وجرش بأسلوب جديد وجذاب.
9. الاستثمار في البودكاست:
إطلاق منصات بودكاست تتناول موضوعات متنوعة كالفن والسياسة والتعليم، لتوسيع قاعدة الجمهور، خاصة بين الأجيال الشابة المهتمة بالمحتوى الصوتي الرقمي.
هذه الاقتراحات تفتح أبوابًا جديدة أمام المؤسسة لتكون في طليعة الإعلام الرقمي المبتكر، مستفيدة من التكنولوجيا والشراكات العالمية. التحول الرقمي ليس خيارًا بل ضرورة تفرضها المرحلة، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون قادرة على تعزيز مكانتها إذا استثمرت في بناء محتوى متجدد وفرق عمل متمكنة.
الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه الحويطات.. كانت وجهة نظره كما يلي..
التلفزيون والاذاعه وتحديات الرقمنه
ان سرعة تغير خريطة وسائل الإعلام ومدى تأثيرها وانتشارها بين الناس بينما ما زالت الوسائل التقليدية تحظى بتقدير الأجيال الأكبر سناً في المجتمع وتتزايد المساحة التي تقتنصها وسائل التواصل الاجتماعي في أوساط الشباب بحيث أصبحت تهدد مكانة الإعلام المرئي التقليدي بكل أشكاله.. ان ما يشكل خطراً على محطات التليفزيون والفضائيات هو بسبب انتشار اليوتيوب وتحول الشباب إلى مواقع التواصل لمشاهدة ما يحبون من برامج ومسلسلات وأفلام والمنافسة بين وسائل الإعلام ومواقع التواصل تطور طبيعي يجب التعامل معه بخطط بديلة واستراتيجيات مبتكرة تهدف لاستقطاب قطاع الشباب وعلاقتهم بمواقع التواصل واليوتيوب وذلك لتعرض الشباب لها بشكل مستمر على مدار اليوم، وتعودوا أن يلجأو إليها للبحث عما يهمهم من موضوعات أو برامج، وفي المقابل ضعفت علاقتهم كثيراً بالشاشات التليفزيونية ولم يعد احد ينتظر موعد إذاعة مسلسل ما أو برنامج معين عبرها منذ وقت طويل، واتجهوا إلى متابعة ما يريدون عبر اليوتيوب وغيره من المواقع، وذلك لأنهم يفضلون أن يكون المتحكمين فيما يشاهدون متجاوزين مثلاً المشاهد التي يشعرون فيها بالملل، كما يعجبهم في اليوتيوب سرعة الوصول إلى المواد الإعلامية، وقدرتهم على التخلص من الإعلانات، وانتقاد ما يشاهدونه عبر التعليق ومشاركته مع الأصدقاء.
ومن أهم مميزات متابعة المواد الإعلامية عبر الإنترنت أيضاً سهولة استخدامها، وسرعة الوصول إلى المواد الإعلامية، بالإضافة إلى تنوع المواد المتوفرة على الإنترنت والكثير من الشباب يقبلون عليها لأنهم المتحكمون في موعد مشاهدتها، بمعنى أنهم غير مقيدين بوقت زمني معين لكن التلفزيون والاذاعه يتقيدون بسياسة الدوله في كل البرامج وتجد نفسك مضطرا للبحث في المواقع غير انك تستقي معلوماتك عن بلدك من القنوات الفضائيه وعندما تتابع التلفزيون تجده في واد ومايدور في واد آخر او انه يطرق موضوع يضعه في محل سخريه لعدم مواكبته للحدث فأن كنا نريد اعلام وتلفزيون واذاعه رسميه نتابعها يجب أن تجد لها منصات على مواقع التواصل وتكون الاخبار والمواد الاعلاميه ذات مصداقيه عاليه تنافس القنوات الفضائيه..
فيما كانت مداخلة المهندس خالد خليفات.. تحت عنوان "التلفزيون الأردني بين الواقع والطموح".
بداية ، لا بد من الإعتراف أن التلفزيون الأردني مر بمراحل ذهبية غداة انطلاقته الأولى ، فكان قبلة الجمهور الأردني للمتابعة ، سواءا في النشرات الإخبارية أو البرنامج والمسلسلات المتنوعة الأخرى ، وقد لعب المناخ السياسي "المنضبط" دورا في هذا النجاح.
ثم جاءت مراحل الانفتاح الإعلامي وإنطلاق المحطات الفضائية والتنافسية الشديدة بينها لجذب الجمهور ، وما رافق ذلك الانفتاح من أجواء غير مسبوقة من مساحات الحريات الإعلامية ، وهنا كان لا بد من تحديد البوصلة والاتجاه في عدة أمور لمواكبة المتغيرات الجديدة في فضاءات الإعلام ، للمضي قدما في مسيرة النجاح ، ومن هذه الأمور التي وجب تحديدها :-
أولا :- هل نريد من التلفزيون الأردني أن يكون أحد أدوات إعلام الدولة ام أحد أدوات إعلام الحكومات !!!
ثانيا :- هل تم توفير مساحة حرية كافية لهذه المؤسسة للقيام بدورها بمهنية وموضوعية دون خوف أو تردد أو محاباه لجهة أو أخرى !!!
ثالثا :- هل تم تهيئة المؤسسة لتكون بيئة جاذبة للكفاءات والاحتفاظ بها ( من حيث الرواتب والامتيازات ) أم أنها ستكون فقط حاضنة لخلق الكفاءات ثم تصديرها لجهات أخرى بعد إمتلاك المهارات !!!
رابعا :- هل هناك متابعه لخطط المؤسسة الاعلامية على مختلف المستويات( القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى ) ، أم أن التخطيط يتم بنظام بنظام " المياومة " !!!
اعتقد أن التوقف عند ما تم طرحه اعلاه من تساؤلات والإجابة عليها بمهنية وموضوعية يؤشر على مفاصل الخلل الذي أصاب هذه المؤسسة العريقة، وربما تكون مؤشرات مفصلية يمكن من خلالها إعادة الألق لها !!! وإلا كيف يمكن تفسير نجاح محطات محلية خاصة بينما يستمر التلفزيون الأردني في تراجعه وتردي أوضاعه !!!
الدكتور محمد جرار آل خطاب.. ركز على موضوع الرقابة.. حيث قال..
في موضوع الرقابة ما ينطبق على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ينطبق على جميع الاعلام الحكومي وهذا ان كان مقبولا سابقا فاليوم لا يمكن أن يكون مقبولا في ظل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعدم امكانية حجب اي معلومة أو خبر.
التلفزيون الأردني المؤسسة الوطنية العريقة بحاجة إلى إرادة تغيير للواقع المتهالك الذي وصلت اليه ويدفع أبناء الوطن إلى عدم التفكير في مشاهدتها وجعلها مصدرا هاما لمعلوماتهم ومرجعا لفكرهم، ومن وجهة نظري هذه الارادة غير متوفرة في ظل الاهتمام الحكومي بقنوات تلفزيونية أخرى تجاوزت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في جذب المشاهد الأردني والعربي، وأعطى انطباعا عاما أنه يكتفى لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون بهذا الدور التقليدي.
السيد محمود ملكاوي.. عبر عن وجهة نظره بالآتي..
-نشأت أول إذاعة في اﻷردن في 15 / 5 / 1948 في مدينة رام ﷲ وكان إسمها إذاعة القدس حتى تاريخ 1/9/1948 ، عندما أصبح اسمها اﻹذاعة اﻷردنية الهاشمية من القدس ، وفي 24 / 4 / 1950 بعد توحيد الضفتين أصبح إسمها إذاعة المملكة اﻷردنية الهاشمية ، في حين انطلق التلفزيون الأردني بتاريخ 27 /4/ 1968 على يد مؤسسه محمد كمال.
-مؤسسة الإذاعة والتلفزيون هي مؤسسة إعلامية وطنية تحمل خطاب الدولة ، وتعالج قضايا المجتمع لترتقي بالذوق العام ، وتتفاعل مع قضايا الأمة والعالم.
-تحديات عديدة تواجه مؤسستنا الوطنية / (الإذاعة والتلفزيون ) تتمحور حول كيفية التنافس والاستمرار ، وتحسين الأداء في ظل ظروف إقليمية غير مستقرة ، ومؤثرات داخلية وخارجية.
-وسائل الإعلام بمختلف أنواعها ليست مُؤسَّسات معزولة عن مجتمعها ، كما لا يمكن أنْ تنجح وسيلة إعلاميّة دون العمل على نَسْج المضامين ، والرسائل بأسلوب العَرْض المُقنِع ، والمُشوِّق للفئة الجماهيريّة المَعنيّة بها ، ويُعتبَر تعدُّد وسائل الإعلام ، وتنوُّع أنماط عَرْضها للمحتوى دليلاً على تنوُّع الجماهير ، ويجب أنْ يكون دافعاً للتنافس والشفافية والمصداقية.
-علينا أنْ ندرك كمشاهدين للشاشة الوطنية أنه من الصعب انْ تكون هذه الشاشة مثل CNN أو الجزيرة مباشر اخبارياً ، وروتانا فنياً ، ودزني وثائقياً ، والBBC في متابعاتها ، والسبب هو أنّ معظم المحطات الإخبارية العربية والعالمية تنفق الكثير من الموارد المالية على إنتاج الأخبار ، ولكل منها عدد من المراسلين قد يصل إلى أكثر من ستين مندوبًا حول العالم ، في حين لا يتجاوز عدد مراسلي التلفزيون الأردني في الخارج أصابع اليد الواحدة.
-من المهم أرشفة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الكترونياً منذ انطلاقهما ، باعتباره أرشيف الدولة الأردنية بما تحمله الكلمة من معنى.
-هناك ظاهرة للأسف تعشعشت في إعلامنا العربي عموماً ومنها إعلامنا الوطني خلال نقل الخبر ، وهي تمجيد شخصية المسؤول والتركيز عليه ، وليس على الإنجازات أو الحدث ، وأنَّ ما يقوم به هذا المسؤول أو ذاك هو من ضمن واجبه ، وهذه الظاهرة لا نجدها في الإعلام الغربي مطلقاً.
-أهمية رفد مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بقيادات إدارية جديدة مشهود لها بكفاءتها المهنية وخبرتها الكبيرة، والخروج على كل ما هو تقليدي في العمل الإذاعي والتلفزيوني ، فضلا عن تحديث وتطوير البنية التحتية الهندسية بأنظمة وأجهزة متقدمة جدا توازي ما هو موجود في أرقى استوديهات القنوات الفضائية في المنطقة.
فيما كان رأي الدكتور حسين البناء.. كما يلي..
التلفزيون الأردني، كجزء من منظومة الإعلام الرسمي، وكجزء من منظومة البث الملتفز، يعاني كبقية قنوات البث في ظل هذه التحديات:
*حلول الهاتف الذكي مكان التلفاز نظرا لتفاعليته وسرعة تداول الخبر.
*الفردية التي يعززها الهاتف، في مقابل الجماعية التي يجسدها التلفاز.
*المنافسة القوية محليا مع قناة رؤيا والمملكة وعمانTV ، وإقليميا مع باقة الجزيرة وMBC وروتانا وغيرها.
*الرسمية كناطق باسم إعلام الدولة، الأمر الذي يضفي طابع الالتزام والمحافظة بمحددات عامة.
*عدم القدرة على الاستجابة السريعة والاشتباك مع الشارع بقضايا يومية حياتية.
*بيروقراطية وتضخم هيكلي كبحت الرشاقة والسرعة والحركية.
السيد جميل خالد القماز.. استعرض تاريخ المؤسسة.. وما آلت إليه كما يلي..
التلفزيون الاردني،،،،
هذه المؤسسة العريقة التي جذبت الانظار والافئدة عند انطلاقتها عام 1968 وكانت مقصدا لكثير من الفنانين الناقدين والذين تبوءوا مكانة عالية على الساحة الفنية ،ومقصدا للكثير من البرامج الثقافية الغنية بالعلم والمعلومة والثقافة الزاخرة بما هو مفيد،،
لا ننسى الممثل الكبير دريد لحام الذي كان يعتبر الاردن بلده الثاني ومن معه من قامات فنية ،وكذلك موفق بهجت وسميرة توفيق وفهد بلان وحتى كاظم الساهر ،الذين وجدوا الارضية الخصبة في هذا البلد الطيب ممثلا بمؤسسته العريقة والتي كانت شعاع حضارة ،،
وبرامجها التي كنا ننتظرها لحظة بلحظة فلا ننسى البرنامج الشهير فكر واربح لرافع شاهين وبنك المعلومات للشهير البارع الدكتور عمر الخطيب،،
اما بالنسبة للمسلسلات فهي حكاية عشق وتحمل كل الوان المجتمع النقي بدءا من المسلسلات البدوية بنت البيئة الحقيقية لهذا البلد وتاريخه والتي كانت الدول المجاورة تتسابق اليها لاحتضانها ومشاهدتها،،،
ومسلسلات كثيرة كليالي عمان للقدير هيشام يانس والعلم نور والذي من بينهم كوكب لا يزال يضيئ بفكره النير الناقد والفنان الكبير موسى حجازين ،،
لو سردنا تاريخ التلفزيون الاردني لاحتجنا لمجلدات،،،
وعندما ننظر اليه هذه الايام لا نجد منه الا الذكرى ،،،
لماذا هذا الاضمحلال المستمر الذي اصابه وتركه في عالم اللاوجود،،
اذا قلنا المال فان المال لا ينقصه بل على العكس ما يدخله من مال يفوق كثيرا مما يتحمل من اعباء،،،
هل العيب اداري ??
وللوصول لما هو الافضل لهذه المؤسسة يجب البحث عن الاسبباب والمعيقات والضغوطات التي كانت سببا بتراجع هذه المؤسسة،وكذلك البحث عن اسباب النهوض والتي تخلق منه منافسا لا بل جاذبا ومتفوقا على اقرناءه وذلك من خلال التحديث الذي يخدم التطور والبحث عن الكفاءات التي تستطيع النهوض بها،،واختيار كل ما هو هادف وقيم حتى ولو كان برنامج ترفيهي،،،
مع امنياتي لهذه المؤسسة بالتقدم والازدهار الدائم،،
الكاتب مهنا نافع.. استعرض وجهة نظره بالآتي..
أساتذتي
للكثير من الأماكن رمزية خاصة وعند تقييمها يصبح الكم المادي للربح أوالخسارة دون أي اعتبار، وتصبح الغاية والهدف التي وجدت له هو ما يجب أن يحظى بكل التقدير والاهتمام.
في العام ١٩٦٨ تم تأسيس التلفاز الأردني وبدأ البث بنفس العام ليصل شاشاتنا الفضية، لتبدأ حينها مرحلة جديدة من مسيرة الإعلام الأردني بعالم المرئي والمسموع، ورغم أحادية المنافسة لهذا الإنجاز الوطني بذلك الوقت إلا أن التحديات التي ذللت من الرعيل الأول للقائمين عليه لم تكن بتلك السهولة وتم كسب رضا المواطن، وأصبحت أسماء برامجه حديث الساعة حتى أنه في بعض أوقاتها كنت تلاحظ انخفاضا بعدد المارة من المشاة والمركبات، وكذلك دأبت الكثير من العائلات للمبادرة بزيارة الأهل والأصدقاء بأوقات بعض المسلسلات للمشاركة بمتابعتها.
نعلم أن للإعلام ثلاثة أدوار، دور تثقيفي ودور ترفيهي ودور توجيهي، وكلما استطاع الدمج بين هذه الأدوار كلما استطاع إيصال رسالته بكل نجاح، وقد استطاعت هذه المؤسسة تحقيق ذلك لمدة ليست بقصيرة إلا أنه مع بداية انتشار القنوات الفضائية تشتت تركيز المواطن ولم يعد يمضي ذلك الوقت على أي قناة بحد ذاتها، وأصبح رفيقه (الريموت) ينقله من مكان لمكان، إلا أن تم إهمال هذا الرفيق المدلل ليحتل مكانه (الموبايل) الهاتف المحمول والذي مع التطور السريع لذكائه تم تغيير العديد من المفاهيم السابقة للإعلام ليولد لدينا علم جديد هو (علم الإعلام الرقمي) الذي اتخذ من الشبكة العنكبوتية وبكل الوسائل المتاحة بها من المواقع إلكترونية والمنصات ووسائل التواصل اجتماعي سبيلا لإيصال محتواه للمتلقي المطلوب.
ومن هذا المنحنى بعد استحواذ الأجهزة الرقمية لجل اهتمامنا وتوجه وسائل الإعلام الرسمية والخاصة إليها نفهم أن أدوار هذه المؤسسات من ترفيه وثقافة وتوجيه ستبقى ثابتة إلا أن الأسلوب والوسائل والأدوات لإيصال رسالتها للمواطن هي المتغيرة، لذلك اليوم أحث مؤسستنا الوطنية التي نجل ونحترم والتي كنت من اوائل ضيوفها ببرامج الأطفال قبل سبعة وخمسين عاما أن تواكب هذا العلم الجديد وتبدأ بالتركيز أكثر على المنافسة بكل احتراف لإيصال رسالتها من خلال ادوات الإعلام الرقمي الحديثة من الحاسوب المحمول والمكتبي والشاشات الذكية والاجهزة اللوحية وأخيرا وهو أهمها من خلال الهواتف المحمولة الذكية.
الدكتور محمد بزبز الحياري.. كانت مداخلته كما يلي..
لايمكن ان نتناول مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بمعزل عن الاعلام الرسمي كونها احد ادواته الرئيسية ومحكومة بسياسته التي تتلقاها من الوزير المعني، لكنا نلتزم بالعنوان، وسيبقى الحوار ومحاورة معلقة وتدور في فلك محدود، اذا لم نناقش مشكلة الاعلام الرسمي بشكل عام فجميع خيوط هذه المؤسسة مرتبطة به.
نقول انه في عالم اصبحت سمته الاولى التنافس المحموم والشرس ورأس حربته الاعلام المدعوم بالتكنولوجيا المتطورة ، فلا محل لمن يتخلف عن الركب، وعندما نسلط الضوء على مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ، لما لهذه المؤسسة من عظيم الاثر على مسيرة الوطن وسرعة تقدمة، فالمسألة ليست مسألة ترف فكري، انما هي ضرورة ملحة للوقوف على واقع هذه المؤسسة الحساسة ولمحاولة سبر وإختراق آفاق جديدة للنهوض بها لمحاولة مواكبة التطور المتسارع في هذا المجال الحيوي التي توليه الدول اول اهتماماتها مدركة كل الادراك اهميته في قطار التقدم ومدركة ايضا ان هذا المجال هو المتحكم بسرعة القطار وتوجيهه.
ان مسألة تباطوء وانكماش وضعف تأثير هذه المؤسسة داخليا وخارجيا، امست ومنذ ردح من الزمن حقيقة مرة واقعة، ولا مجال للتبرير والمكابرة في ذلك، بعد ان كانت رائدة وعلى مستوى المنطقة ، واول خطوة بالاصلاح هو الاعتراف بحجم وأبعاد المشكلة ، هذا اذا اردنا الاصلاح فعلا، والجملة الساخرة التي اطلقت منذ زمن وتقول ان موظفي هذه المؤسسة اكثر من متابعيها،اظنها اصبحت حقيقة .
بإعتقادي وبإختصار ان مشكلة هذه المؤسسة تنقسم الى شقين والباقي تفاصيل:
_ الشق الاول هو الفكر والنهج الذي يحكم هذه المؤسسة فما زال هذا الفكر يعيش الماضي وضمن قالب عفى عليه الزمن، اما مسألة ان الفكر التقدمي بهذا المجال وأشخاصة موجودين ( كم نتوقع)لكنه محكوم بأمور أخرى تتعلق بالسقوف والجدران المتاحة، فهذا أمر لا استطيع الاجابة عليه ، ونحيله لاؤلي الامر القائمين على هذا المجال.
ان المعلومة والتحليل والمسلسل والاغنية التي لا نراها ولا نسمعها من مؤسستنا ، من السهولة بمكان ان نأتي بها من مصادر ٱخرى وبزمن قياسي وبتكلفة صفر، في ظل العولمة الاعلامية التي تهيمن على كامل الكرة الارضية، وتتركنا مؤسستنا فريسة سهلة لهذه المصادر .
_ الشق الثاني مادي فالمتابع يعرف حجم الميزانيات الضخمة التي ترصد للمؤسسات المشابهة للقيام بعملها وإحداث التأثير المطلوب، ولا يمكن لهذا الشق من احداث التأثير المطلوب الا اذا تم حل مشكلة الشق الاول ، حتى لو تضاعف الاقتطاع المرصود على فاتورة الكهرباء مرات ومرات، او تم رصد ميزانية الدولة كاملة لهذه المؤسسة.
السيد ابراهيم ابو حويله.. كانت وجهة نظره كما يلي..
مؤسسة الإذاعة والتلفزيون...
تتعرض هذه المؤسسة لتغيرات وتحديات كبيرة بشكل مباشر، والتغيرات والتطور الذي يسير به القطاع الخاص بشكل متسارع، يؤثر بشكل كبير على هذه المؤسسة، خاصة إذا كانت البيروقراطية والعقلية الأمنية متحكمة بما يصدرعن هذه المؤسسة.
التسارع الكبير الذي حصل في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وإنتشار بدائل مفتوحة المصدر والأثر والتأثير، يجعل الإعلام الرسمي في موقف صعب، ويفقده المنافسة بشكل كبير، فهو يمر في مراحل متعددة قبل وصول المعلومة إلى المواطن، وطبيعة هذه المعلومة ومصداقيتها ومدى تأثيرها على الوطن والمواطن، ومدى إرتباطها بالدول والتحالفات والإتفاقيات المحلية والعربية والدولية.
ولكن مع هذا يستطيع الإعلام الرسمي أن يكون حاضرا إذا إلتفت إلى نقاط قوته، ومن هذه النقاط مصداقية المعلومة والخبر، وطبيعة الخبر وما يتعلق به والحيثيات المرتبطة به، والتحليل الدقيق القائم على خبرة وعلم ومعرفة، ويعتمد على مجموعة من الخبراء الثقات، عندها من الممكن إعادة جزء من الثقة.
التغذية الراجعة والإعتماد بشكل كبير على هذه التغذية، في تحديد المسارات التي يجب أن تسلكها المؤسسة، لتحديد البرامج الناجحة والمنتشرة جماهريا، مع وجود وسائل لمعرفة مدى إنتشار هذه البرامج، تستطيع هذه المؤسسات قراءة هذه المؤشرات بوضوح، والتعديل المستمر للبرامج للوصول إلى مستوى الإنتشار المطلوب.
ربط الإنتشار والقبول للبرامج بالمكافات والتطور في المؤسسة، بحيث يكون هذا عنصر معزز للعاملين للتطور والسعي لرضا الجماهير والإنتشار، وربط هذه بالترفيع والمكافأة حتى يحصل التطور المطلوب.
ولا بد من التركيز على تنوع البرامج المعروضة لتلبي شريحة عريضة متطلبة وملولة من الجماهير، والتي تتوفر بين يديها وسائل تسلية وإتصال بالكثير من المصادر المتنوعة، ومع ذلك ما زالت البرامج الجادة الحوارية والثقافية والعلمية الهادفة تجد جمهورا واسعا، من خلال البودكاست وقراءة الكتب والجلسات الحوارية التي تضم شصخيات مقبولة ومحترمة.
وهذا مع ضرورة وجود برامج تخاطب الجمهور الشاب، وتسعى لتطوير محتوى المادة المعروضة له، بحيث يحصل الهدف ، والهدف هنا هو وجود مادة أخلاقية دينية علمية فلسفية مقبولة، في ظل الإنتشار الضخم للتفاهة على منصات التواصل الإجتماعي.
فيما كان رأي الدكتور فيصل تايه.. كاتب وناشط سياسي واجتماعي.. كما يلي..
قبل البدء بمناقشه هذا الموضوع لا بد لنا ان نستذكر الجهود الطيبة المباركة التي بذلها الرعيل الأول من أبناء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ، الذين اسسوا لبناء قاعدة متينة للعمل التلفزيوني الملتزم ، ومنبراً اعلامياً سعى الى النهوض في الاداء الى التميز والجهد والرسالة الاعلامية الوطنية ، لتبقى تمثل صورة الوطن وصوته إلى أبناء الأمة، ومنبرا للتعبير عن رسالة الأردن الحضارية .
انتا نعي ان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون هي المدرسة التي خرجت العديد من الكفاءات الاعلامية المميزة من مذيعين ومنتجين ومخرجين ومقدمي برامج وفنيين يظهرون من خلال اعرق محطات التلفزة العربية والأجنبية ، حيث شارك العديد منهم في تأسيس بعض المحطات التلفزيونية العربية وهم الآن يعدون من الصفوة ومن الاعلاميين المميزين في العالم العربي.
لا بد من التأكيد على ان التلفزيون الاردني سيبقى احد الركائز الإعلامية المهمة للدولة الاردنية بل والاكثر اهمية ، فالتحديات التي واجهتها وتواجهها دولتنا الأردنية ، احتاجت الى عمليات نهوض وتخطيط معمق في ظل اجواء عصيبة وتحديات كبيرة تعصف بمنطقتنا ، كل تلك التحديات ما كان لها ان تصمد بدون وجود مؤسسة اعلامية ذات رسالة قوية تدعم جهود العاملين في جميع مؤسسات الدولة ، وتواصل القيام بدورها في نقل رسالة الدولة الاردنية وصورتها الحضارية محليا وخارجيا وعكس الانجازات التي يحققها الاردن على مختلف الصعد ، فتأخذ على عاتقها متابعة تلك الانجازات وعرضها امام الجمهور وتشخيص الاخطاء ووضعها امام المتلقي من جهة والحكومة من جهة أخرى .
اننا ونحن نعيش التجاذبات الإقليمية والدولية ، وما رافقها من تبعات ، كان لابد من تدعيم شبكة من الاعلام الاردني المتكامل كمؤسسة دولة تعمل باستقلالية تامة من اجل خلق اعلام وطني متوازن ، يقدم للمشاهد والقارئ والمستمع مادة اعلامية بعيداً عن كل الاعبارات ، والبحث عن الاليات والاجراءات الواجب اتخاذها لدفع تلك المؤسسة الى المكانة التي تستحقها والتي نصبو اليها جميعا ، لتكون في مقدمة المؤسسات المدافعة عن الوطن وانجازاته ، وملبية لطموحات المواطن واهتماماته ، وهذه المهمة الكبيرة بالتاكيد ملقاة على عاتق المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون بجميع وسائلها ، رغم العديد من التحديات المهنية والمالية وغيرها دون ان يؤثر ذلك على ادائها ، لذلك لا بد من توفير الدعم الذي تحتاجه المؤسسة سواء كان اجرائيا او تشريعيا اوماليا وصولا الى الارتقاء بمستوى اداء هذه المؤسسة العريقة.
يجب ان نعترف ان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بحاجة الى الدعم الحكومي المستمر الذي يجب ان يوازيه تعاون وحرص من جميع العاملين في المؤسسة للارتقاء بادائها خاصة في ظل المنافسة الشديدة مع الفضائيات المحلية والعربية ، وبما يكفل العودة بها الى سابق عهدها ، حين كانت من افضل المؤسسات الاعلامية في العالم العربي سواء على صعيد المواد الاخبارية التي كانت تقدمها او على صعيد الدراما الاردنية التي لاقت رواجا كبيرا في مختلف الدول العربية.
الكاتب محمود الدباس.. كانت مداخلته كما يلي..
الذوات الكرام..
سأتطرق الى محور واحد.. وهو التحديات في ظل الثورة الرقمية..
فحين نستعرض التحديات التي تواجه مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في ظل الثورة الرقمية وتعدد وسائل الإعلام الحديثة.. فإننا ندرك أن هذه التحديات ليست مجرد تغيرات تقنية أو تطورات عابرة.. بل هي ثورة شاملة أعادت تشكيل المشهد الإعلامي العالمي والمحلي على حد سواء.. فالمؤسسة تجد نفسها أمام جمهور يمتلك خيارات لا حصر لها.. حيث باتت المنافسة على الوقت والانتباه تتطلب تقديم محتوى عصري وجذاب يتسم بالسرعة والمصداقية والتنوع.. كما أن التغير في عادات المشاهدة نحو المنصات الرقمية والتفاعلية جعل من الضروري تطوير بنية تحتية تقنية حديثة تستطيع تقديم تجربة إعلامية تتماشى مع احتياجات الجمهور.. إضافة إلى تعزيز القدرات البشرية بفريق متمكن من استيعاب أدوات الإعلام الجديد وتطويعها لصالح رسالة وطنية جامعة..
وفي مواجهة هذه التحديات.. فإن الحلول تبدأ بوضع استراتيجية إعلامية شاملة ومرنة تتبنى التحول الرقمي كركيزة أساسية.. تستند إلى تطوير المحتوى ليكون مواكباً لقضايا المجتمع ومعبراً عن همومه بأسلوب متجدد وجريء.. كما يتطلب الأمر الاستثمار في بناء منصات رقمية مبتكرة تتكامل مع الوسائل التقليدية.. وإطلاق برامج تدريب مستمرة لتعزيز كفاءة الكوادر الإعلامية وتوسيع مداركهم.. إلى جانب تعزيز الشراكات مع المنصات العالمية وشركات التكنولوجيا لضمان مواكبة أحدث التقنيات.. فالمؤسسة التي تمتلك إرثاً غنياً.. قادرة على استعادة مكانتها الريادية إذا أحسنت استثمار مواردها وركزت على الجمهور كغاية ورسالة.. وليس مجرد وسيلة لتكرار إنجازات الماضي..
العميد المتقاعد.. الدكتور عديل الشرمان.. اختتم الحوار بهذا التشخيص..
الحديث عن واقع التلفزيون الأردني يعني بالضرورة الحديث عن الإعلام المحلي المملوك ولو جزئيا للدولة وسبل تطويره، فأن تمتلك الحكومة وسائل الإعلام لا يعني بالضرورة المساس بحرية الإعلام، فمن حق الحكومات امتلاك وسائل إعلام، ولكن بشرط عدم احتكارها.
وأن يتبنى التلفزيون الأردني وجهة نظر الدولة فيما يطرحه من آراء ومواقف تجاه القضايا المحلية والإقليمية والدولية هذا يعزز من مكانته في اطار مسؤولياته الوطنية، وهو يدرك تماما السياسة الاردنية الرسمية ويعلم تماما بأن الأردن لم يكن في يوم من الايام محبا للدخول في المناكفات وتأجيج المواقف، وتأليب جهة على أخرى، وإنما كان نصيرا لقضايا الأمة، وينأى بنفسه عن المزايدات، المعتز بهويته الوطنية وانتمائه العربي، والمدافع عن شرف الأمة وقضاياها المصيرية، والساعي دوما لإطفاء نار الفرقة والخلافات، لذا لن يكون في حسابات التلفزيون الأردني الهبوط في مستواه وفيما يقدمه من مضامين إعلامية إلى حد الدخول في المناكفات والصراعات السياسية وعلى غرار بعض المحطات الفضائية التي انشئت لهذا الهدف، تلك المضامين التي تجذب أكبر عدد من المتابعين.. وهنا يبرز التحدي الأكبر أمامه والذي يتطلب معالجات إعلامية ذكية ومهنية.
لا شك أن أمام التلفزيون الأردني أسئلة كثيرة بحاجة إلى اجابات، ويجد نفسه أمام تحديات كبيرة بحاجة إلى جهود وفكر إعلامي قادر على مواجهتها، ويعاني من صعوبات تحتاج إلى تخطيط واستراتيجيات عصرية قادرة على مواكبة الثورة الكبيرة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومطلوب منه اللعب على وتري الاثارة والسرعة دون الاخلال بالثوابت والضوابط الاعلامية المهنية، وتوسيع شبكة المندوبين والمراسلين بما يمكنه من الوصول السريع للمعلومة ومتابعة ما يجري من أحداث على الصعيدين المحلي والدولي، ولأن هدف الإعلام يتمثل في قدرته على إحداث التأثير، فهذا يحتاج إلى قدرة فائقة على صياغة الرسائل، واختيار الرموز الإعلامية وتحميلها الدلالات المطلوبة لتصل إلى المستقبل وتحدث الأثر المرجو تحقيقه، وهي قمة المهنية في ممارسة العمل الاعلامي.
المطلوب من التلفزيون الأردني إعلام وطني يستنهض الهمم، ويرفع المعنويات، ويقوي العزائم، يبحث عن الحلول للمشاكل والقضايا، وأن يقدم رسالة إعلامية ترتقي بأدائه لملامسة مصالح الوطن ويعزز أمنه، ويزيد من تماسك الجبهة الداخلية للوطن، ويمارس النقد الهادف بقصد التصحيح، ويعظم الإيجابيات دون اغفال السلبيات، وأن يصبح أحد الحلقات في منظومة أمن المجتمع واستقراره، وأداة من الأدوات في مسيرته التنموية، وأن يكون داعما لتوجهات الدولة السياسية والاقتصادية، ولا شك أن الوصول لهذه الغاية يتطلب علماء ومفكرين لديهم نوعين من المعرفة:
أولا، أن يكونوا على قدر كبير من العلم والدراية بالإعلام كعلم وآليات عمله ونظرياته
ثانيا، لديهم من الخبرات العملية ما يمكنهم من ترجمة ذلك إلى سلوك إعلامي عملي قابل للتطبيق، ويمارس على أرض الواقع ضمن خطط وبرامج واضحة الاهداف، ومحددة المراحل، ووسائل التنفيذ
كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن أية خطة لتطوير التلفزيون وإصلاح وتقويم مسيرته يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن مخرجاته يجب أن تحاكي الواقع وهموم ومشاكل المجتمع، والتحديات التي يواجهها، وأن يكون قادرا على انتاج مضامين قادرة على إثراء العقول، وإذكاء روح المنافسة والإبداع، وبناء جيل من الشباب الواعي والمثقف وذلك بهدف إكسابهم مناعة ضد المضامين الإعلامية الهدامة، وبحيث نجعلهم قادرين على فهمها والتعاطي معها بفكر نيّر ومتبصر وبوعي وادراك.
وحتى نصل الى هذا النوع من المضامين الإعلامية التي تحقق أهدافنا، وتحصن أبناءنا، وتدفع بمسيرتنا، لابد لنا من القيام بما يلي:
أولا - تحصين معدي ومقدمي البرامج والأخيار فكريا وثقافيا وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، ورفع مستوى الحس الأمني، وأن يكونوا على علم بمفهوم وحدود الحرية الإعلامية وضوابط الإعلام والتشريعات الناظمة له، وأن يكون لديهم الالمام الكافي بالأساليب المشوقة والمقنعة في العرض، والابتعاد بالرسالة الإعلامية عن الإثارة والتحريض والكراهية والتضليل الإعلامي كوسيلة لجذب الانتباه والوصول إلى الشهرة والذيوع والانتشار.
ثانيا- تبدو الحاجة ملحة إلى إعادة النظر في كيفية إدارة هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية، وهنا لا نتحدث عن قدرات فنية بقدر ما نتحدث عن ضرورة أن تمتلك هذه المؤسس الرؤيا السياسية، لأن الإعلام هو ممارسة لفكر سياسي، وأن تكون هذه الإدارة قادرة على السير بالمحتويات الإعلامية بما يتوافق مع المسؤولية الاجتماعية للإعلام، والانتقال به إلى إعلام وطني بعيدا عن أية أجندات.
وللحديث بقية......
الرئيسية
موقف البلقاء اليوم
ضمن حوارات ملتقى النخبة-elite ليوم الثلاثاء .. كان حوار الليلة بعنوان .. ((مؤسسة الإذاعة والتلفزيون .. بين التحديات .. وآفاق المنافسة والتطوير)) ..
-
-
الدكتور محمد بزبز الحياري .. *نوستالجيا: الحنين للماضي
الدكتور محمد بزبز الحياري .... *نوستالجيا:... -
سهم محمد العبادي .. يكتب .. الصبيحي تبكي ابنها المصري كريم المنيسي
سهم محمد العبادي ... يكتب ... الصبيحي تبكي... -
-
ضمن حوارات ملتقى النخبة-elite ليوم الثلاثاء .. كان حوار الليلة بعنوان .. ((العشيرة والعشائرية في الأردن .. بين الواقع .. والدور في بناء الدولة)) ..
ضمن حوارات #ملتقى #النخبة -elite ليوم... -
-
ضمن حوارات ملتقى النخبة-elite ليوم الثلاثاء .. كان حوار الليلة بعنوان .. ((سوريا بعد التحولات .. فرص الأردن الاقتصادية .. وتحديات المرحلة المقبلة)) ..
ضمن حوارات #ملتقى #النخبة -elite ليوم... -
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع