الجمعة ,10 يناير, 2025 م
الرئيسية أخبار متنوعة شرق المتوسط على موعد مع حدث جوي نادر – إشارات قوية على اضطراب جوي شامل

شرق المتوسط على موعد مع حدث جوي نادر – إشارات قوية على اضطراب جوي شامل

150

البلقاء اليوم - #البلقاء #اليوم #السلط


تشير النماذج الجوية إلى أن بلاد الشام على أعتاب حالة جوية مركّبة وغير اعتيادية بعد منتصف الشهر. المنظومة الجوية تُظهر مؤشرات قوية على تدفق كتلة هوائية قطبية المنشأ عبر شرق أوروبا، حيث ستلتقي مع رطوبة مدارية نشطة، ما قد يساهم في اضطرابات جوية عميقة تشمل كافة دول المنطقة. يتوقع أن تشهد الأجواء انخفاضات كبيرة في درجات الحرارة، هبوب رياح شديدة، وهطولات واسعة النطاق قد تكون غزيرة في بعض المناطق، مع تكاثف لافت للسحب الركامية.


هذا الحدث الجوي يحمل في طياته الكثير من المفاجآت، وسيُظهر قوته تدريجيًا، مع تزايد فرص حدوث ظواهر جوية مميزة نادرًا ما تجتمع بهذا الشكل. وفيما يلي تحليل دقيق للجوانب العلمية وعوامل الطقس التي ستتحكم بهذا الحدث الجوي.


“الأجواء تُهيّئ نفسها لاستقبال تغيرات جوية كبيرة، ومع توافر البرودة اللازمة والرطوبة المشبعة في الطبقات المناسبة، قد نشهد ظواهر شتوية مميزة ونادرة. ويبقى السؤال: هل الأبيض سيكون من نصيبنا؟”
ديناميكية الكتل الهوائية ونمط الطبقات العليا
تُظهر الخرائط الجوية سلوكًا مثيرًا في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، حيث يبرز انحناء قوي في التيار النفاث (Jet Stream) في طبقة 300 hPa، متسببًا في تشكّل ما يُعرف بـ”القطع البارد” (Cold Cut-Off Low) شرق المتوسط. هذا النمط يعكس ضعفًا واضحًا في تذبذب شمال الأطلسي (NAO)، حيث تسجل قيم التذبذب مرحلة سلبية تدفع بكتل قطبية المنشأ عبر بوابة أوروبا الشرقية.



في طبقة 500 hPa، تظهر مؤشرات ضغط منخفضة جدًا تصل إلى أقل من 5400 متر (Geopotential Height)، مما يعزز قوة الاضطراب الجوي عبر أرجاء بلاد الشام. ترافق ذلك مع برودة ملحوظة في طبقة 850 hPa، حيث تتدنى درجات الحرارة إلى مستويات تدعم تكثّف الرطوبة في ظل تيارات شمالية شرقية مشبعة بالبرودة.
أثر الرطوبة وعوامل الطقس المتكاملة على المنطقة
• الرطوبة وعلاقتها بالمفاجآت الجوية:
الرطوبة النوعية (Specific Humidity) في الطبقات المتوسطة والدنيا تُظهر قيمًا إيجابية في النماذج الجوية، حيث تتجاوز حاجز 90% في طبقة 700 hPa فوق العديد من المناطق. هذا العامل يشير إلى تشبّع الهواء برطوبة صاعدة عبر عمليات ديناميكية معقدة تشمل التصعيد الحراري (Orographic Lifting) ودوران المنخفض الجوي.
• عوامل الضغط السطحي والرياح:
يشير الانخفاض الكبير في الضغط السطحي (Surface Pressure) والذي قد يسجل دون 1000 hPa في مركز المنخفض إلى احتمالية رياح شديدة السرعة، مع تباين حاد في توزيع الضغط، مما يؤدي إلى اضطرابات جوية قوية. رياح السطح المرافقة ستتجه جنوبية غربية في بداية الحالة، قبل أن تتحول إلى شمالية غربية، مما يُعزز نشاط الاضطرابات الجوية المحلية.




• الطاقة الكامنة (CAPE) والتبريد العلوي:
النماذج تشير إلى قيمة إيجابية للطاقة الكامنة التوفرة للعواصف (Convective Available Potential Energy)، إلى جانب برودة شديدة في طبقة الستراتوسفير (Stratosphere Cooling)، مما يخلق بيئة مواتية للتكاثف الكثيف عبر الاضطرابات الجوية العمودية.
الطبقات العليا، الستراتوسفير، والتوقعات الإيجابية
• طبقة الستراتوسفير وعلاقتها بالتذبذب القطبي:
تشير التوقعات إلى ضعف في الاحترار الستراتوسفيري المفاجئ (Sudden Stratospheric Warming - SSW)، مما يساهم في استمرار تدفق الهواء القطبي نحو العروض الدنيا. هذا العامل يتزامن مع مرحلة سلبية لتذبذب القطب الشمالي (Arctic Oscillation - AO) وتخلخل التيار الدائري القطبي (Polar Vortex)، مما يزيد من فرص تعمّق الكتل الباردة جنوبًا.



• فرضيات إيجابية لزيادة النشاط الجوي:
1. تزامن تيار نفاث قوي في الطبقة العليا مع رياح سطحية شرقية باردة قد يعزز من ديناميكية الحالة الجوية.
2. توافر رطوبة مدارية بنسب متوسطة يدعم احتمالية استمرارية النشاط لفترة أطول.
3. الانخفاض الحاد في درجات الحرارة في الطبقات المتوسطة يدعم تكثّف الرطوبة ضمن النطاق الجغرافي المرتفع، مما يولد هطولات ذات طبيعة مفاجئة وغير متوقعة.


بشريات الخير ودعاء مستجاب
هذا المشهد الجوي يعكس قدرة الله في تسخير الرياح وجلب الخيرات إلى أراضٍ مباركة. قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} [الشورى: 28]. نسأل الله أن تكون هذه الحالة الجوية رحمة وخيرًا على الجميع، وأن ينزل علينا من بركاته ما يُحيي الأرض ويبهج النفوس.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا