الأربعاء ,8 يناير, 2025 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم سهم محمد العبادي .. يكتب .. الصبيحي تبكي ابنها المصري كريم المنيسي

سهم محمد العبادي .. يكتب .. الصبيحي تبكي ابنها المصري كريم المنيسي

288

البلقاء اليوم - سهم محمد العبادي ... يكتب ... الصبيحي تبكي ابنها المصري كريم المنيسي

#البلقاء #اليوم #السلط



#محروس #عثمان #منيسي، "أبو محمد"، لم يكن يومًا غريبًا عن الصبيحي، ولم يكن مجرد مقيم عابر، بل كان واحدًا من أبنائها الحقيقيين الذين يحتضنهم المكان ويمنحهم الانتماء. جاء من كفر الشيخ في مصر قبل أربعين عامًا، لكنه وجد في الصبيحي وطنًا، وفي أهلها عائلة لا تختلف عن أهله. عاش بينهم كالأخ والصديق، شاركهم أفراحهم وأتراحهم، وكان وجهه حاضرًا في كل مناسبة كأنه أحد أعمدة هذا المكان.

"العمدة محروس"، كما يحب أن يناديه أهل الصبيحي، أصبح رمزًا للمحبة والاحترام المتبادل. رجل عاش ببساطة وكرامة، أحب الصبيحي فأحبوه، وتحوّل إلى جزء لا يتجزأ من نسيج قبيلة عباد، التي احتضنته وعائلته كأحد أبنائها. قبل سنوات، عندما تزوج ابنه، كانت الصبيحي كلها في العرس. لم يكن زفافًا عاديًا، بل كان زفاف أحد أبناء القبيلة، حيث شارك الجميع في الاحتفال وكأنهم يحتفلون بزفاف ابنهم....




لكن الحزن طرق أبواب الصبيحي قبل يومين. توفي #كريم #محروس #المنيسي، الصيدلاني الجدع الذي أحبته الصبيحي وعاش فيها كابن بار. تم تشييع جثمانه الطاهر في مصر الشقيقة، لكن الصبيحي لم تقف مكتوفة الأيدي. أقيم له بيت عزاء في مضافة العبود المناصير، حيث اجتمع أهل الصبيحي جميعهم لتقديم العزاء. لم يكن هذا مجرد واجب، بل كان تعبيرًا عن حبهم لهذا الشاب الذي كان جزءًا من حياتهم اليومية. وأقيمت صلاة الغائب على روحه الطاهرة، في مشهد مهيب يجسد حجم الحزن الذي غمر الجميع....



كريم لم يكن مجرد صيدلاني يعمل في الصبيحي، كان أكثر من ذلك. كان ابنًا وأخًا وصديقًا لكل من عرفه، شابًا خلوقًا ترك أثرًا طيبًا في كل مكان. وفاته لم تكن مجرد خبر حزين، بل صدمة لكل بيت في الصبيحي، التي اعتبرت رحيله فقدانًا لابن غالٍ من أبنائها.

"العمدة محروس"، الذي زرع المحبة في قلوب أهل الصبيحي بطيبته وتواضعه، يقف اليوم بين أهله وأحبته في هذا المصاب الجلل. لم يتركه أحد وحده، لأن الجميع يعرفون أن محبته للصبيحي كانت صادقة، وكانت عائلته جزءًا من هذه الأرض وروحها.



رحم الله كريم، وأسكنه فسيح جناته، وألهم والده محروس وعائلته وأهله في الصبيحي الصبر والسلوان. الصبيحي اليوم حزينة، لكنها في الوقت ذاته فخورة بأنها قدمت نموذجًا للحب والوفاء، نموذجًا لا يقدمه إلا أبناء الأماكن الأصيلة.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا