الأربعاء ,18 ديسمبر, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم الدكتور محمد بزبز الحياري .. يكتب .. العدميون

الدكتور محمد بزبز الحياري .. يكتب .. العدميون

731

البلقاء اليوم - الدكتور محمد بزبز الحياري ... يكتب .... العدميون



او السوداويون سمهم ما شئت، هم قلة، ونادرا ما تصادفهم في حياتك، لكنهم موجودين: بالعمل، بالحي، بمجموعات التواصل، مختبئا ببيت الدرج...الخ، وبمجرد القاء التحية، او اي نوع من التواصل معهم(مجبرا) ينهمر عليك بالنواح والعويل والشكوى من اي شيء، من الحياة بكل تفاصيلها والناس بكافة فئاتهم ، لا بل يتعدى ذلك للتذمر من الجبال والوديان والطيور والسلطة بسماق، وحتى الاجرام السماوية لاتسلم منه ،فيبادرك بإنتقاد كوكب زحل وماجدوى وجود الهالة المحيطة به؟ .



لا يعجبه شيئا في الحياة ( ومسألة الصيام برجب مفروغ منها سلفا) ودائم الانتقاد لأي شيء ، سلبي حتى آخر قطرة بدمه، وبردة فعله تجاه اي موضوع ، ولا يرى من الكأس سوى نصفه الفارغ ،حتى لو كان الكأس مملوء، فسيخترع النقص من اوهامه، لا يهمه من حديثك سوى التربص لخطاء مطبعي هنا او املائي هناك، يترك اللب ( فهو لا يقوى عليه) ويذهب للقشور فهي من نفس جنسه، من صفاته، عدو الابتسام وكثير العبوس والانطواء والتقوقع على الذات منذ الفطام ,والذي ادى بالنهاية لسهولة نحت معالم شكله وصورته بأذهان كل من حوله ( وهم قلة) كمثال للكبت النفسي والانفصال عن الواقع وتراه دائم النعيق خارج السرب، اي سرب... ولا شك ان هناك حكمة ربانية من وجودهم (والله اعلم)، تتمثل فقط بإكتمال دائرة التنوع، ولتمييز الابيض من الاسود، كان الله في عوننا عليهم ،وبشكل ادق كان الله في عونهم على انفسهم.



انا متأكد بعد قرائتك لهذه السطور ستبتسم لحد القهقهة وسيبرق احدهم فجأة بذهنك كمثال ملائم، ويحوز بسهولة على جميع المواصفات اعلاه ان لم يكن اكثر، وٱخالك مثلي تماما، تتجاهله ترفعا بكل ما اوتيت من ادب التطنيش والالتزام الخلقي وعدم الرد،لكون الرصاصة اغلى من الهدف ولا تشم اي رائحة للندية ليستفزك بالرد، وتعتبره معيار دائم ومقياس لسعة الصدر والقدرة على الصبر، فتطمئن وتستمر.

د. محمد بزبز الحياري

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

موقف البلقاء اليوم

هموم وقضايا