الخميس ,12 ديسمبر, 2024 م
الرئيسية شؤون عربية سقوط نظام الأسد وأثره على سوريا والمنطقة

سقوط نظام الأسد وأثره على سوريا والمنطقة

204

البلقاء اليوم - #البلقاء #اليوم #السلط

مع #سقوط #نظام #بشار #الأسد، الذي حكم سوريا لعقود عبر إرث عائلي امتد من والده حافظ الأسد، تدخل البلاد والمنطقة مرحلة غير مسبوقة من التغيرات السياسية والجيوسياسية. وبينما تسيطر فصائل مسلحة، بعضها ذو أيديولوجيات متطرفة، على المشهد السوري، وتتحرك إسرائيل على الحدود، تبدو التحديات والمخاطر متعددة، ليس فقط على سوريا بل على جيرانها والمنطقة ككل.
سوريا بعد الأسد: انهيار الدولة أم بداية جديدة؟
رحيل بشار الأسد ترك سوريا في حالة من الفراغ السياسي، حيث تعاني مؤسسات الدولة من تآكل كبير بفعل الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد. سيطرة المعارضة المسلحة على دمشق تعكس تفوقًا ميدانيًا، لكنها تفتح الباب أمام عدة تحديات:
غياب مركزية الحكم: بروز فصائل مسلحة مختلفة التوجهات، بعضها منبثق عن تنظيم القاعدة مثل "هيئة تحرير الشام"، قد يؤدي إلى صراعات داخلية حول السيطرة والنفوذ.
مخاوف من الفوضى: انهيار النظام المركزي يثير القلق من أن تتحول سوريا إلى دولة فاشلة تعج بالصراعات، مما يجعلها عرضة للانقسام على أسس طائفية أو عرقية.
التدخلات الإقليمية والدولية: ساحة جديدة للصراعات
إسرائيل
تحركات الجيش الإسرائيلي باتجاه المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل تمثل مؤشرًا على استعدادها للتعامل مع الفراغ الأمني في سوريا. إسرائيل قد تسعى لتعزيز سيطرتها في الجولان واحتواء أي تهديدات قادمة من الجماعات المسلحة، خاصة تلك المدعومة من إيران.
إيران وتركيا
إيران: تعتبر سوريا حليفًا استراتيجيًا، ومن غير المرجح أن تتخلى عن نفوذها بسهولة. قد تتدخل لدعم الميليشيات الموالية لها أو حتى لتأمين مصالحها عبر مواجهة الفصائل المعارضة.
تركيا: تطمح تركيا لضمان مصالحها الأمنية في الشمال السوري ومنع قيام كيان كردي مستقل. سقوط الأسد يضعها أمام تحدٍ جديد، حيث قد تتحرك لتوسيع عملياتها في سوريا أو دعم فصائل حليفة.
خطر التحول إلى حرب إقليمية
وجود قوى إقليمية متنافسة على الأرض السورية يخلق احتمالًا لتصاعد المواجهات إلى حرب إقليمية واسعة. الشعب السوري سيكون الخاسر الأكبر في هذا السيناريو، إذ يُحتمل أن تستمر الصراعات لعقود، ما يؤدي إلى حمامات دم إضافية ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.
المخاوف من تقسيم سوريا
تزايد الحديث عن احتمال تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ تديرها القوى الإقليمية والدولية. هذا السيناريو قد يُترجم إلى:
دويلة في الشمال تسيطر عليها فصائل المعارضة المدعومة من تركيا.
منطقة في الشرق تحت سيطرة الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.
جيوب إيرانية في دمشق وحمص، تدعمها ميليشيات موالية.
سيطرة إسرائيلية على مناطق الجولان ومحيطها.
تقسيم سوريا سيمثل ضربة لوحدة أراضيها ويحولها إلى بؤرة للصراعات طويلة الأمد.
الأردن والخشية من التداعيات
الأمن الوطني الأردني
يتخوف الأردن من انعكاسات الصراع السوري على أمنه الداخلي، خاصة مع احتمال تمدد الفوضى عبر الحدود. السيناريوهات المحتملة تشمل:
تسلل الجماعات المتطرفة إلى الداخل الأردني.
تدفق موجة جديدة من اللاجئين، مما يزيد الضغط على الاقتصاد والبنية التحتية.
الموقف الأردني
أكد الأردن مرارًا رفضه تقسيم سوريا، داعيًا إلى وحدة أراضيها واستقرارها. ومع ذلك، تبدو الخيارات محدودة أمام عمان، إذ تجد نفسها مضطرة للتعامل مع تداعيات انهيار النظام السوري.
المشهد الإنساني: تكلفة باهظة للشعب السوري
سوريا تواجه كارثة إنسانية مع احتمالية استمرار الحرب والصراع على النفوذ.
موجات لجوء جديدة: فرار مئات الآلاف من المدنيين بحثًا عن الأمان، مما يزيد العبء على الدول المجاورة، خاصة الأردن ولبنان.
كارثة إنسانية: نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية في المناطق المتضررة.
جيل ضائع: ملايين الأطفال السوريين يواجهون مصيرًا مجهولًا بسبب انعدام التعليم والاستقرار.
فرصة الاستقرار أم استمرارية الفوضى؟
سقوط نظام الأسد يُعتبر نقطة تحول في تاريخ سوريا، لكنه يفتح الباب أمام تحديات هائلة. سوريا اليوم ليست فقط أمام خطر التقسيم والصراع الداخلي، بل أيضًا أمام تهديدات التدخل الإقليمي والدولي التي قد تحولها إلى ساحة لحروب الوكالة.
الفرصة الوحيدة للسلام تتطلب توافقًا دوليًا وإقليميًا على خارطة طريق سياسية تضمن وحدة سوريا واستقرارها، لكن الواقع الحالي يشير إلى أن الطريق إلى ذلك سيكون طويلًا ومليئًا بالعقبات.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا