الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم الدكتور محمد بزبز الحياري .. يكتب .. في رحاب الوزارة وفي ضيافة الوزير

الدكتور محمد بزبز الحياري .. يكتب .. في رحاب الوزارة وفي ضيافة الوزير

1424

البلقاء اليوم - د. محمد بزبز الحياري

في رحاب الوزارة وفي ضيافة الوزير

حقيقة وبدون ادنى مجاملة ، لم اكن اتوقع ان يكون وزيرا بهذا المستوى من الصراحة والعفوية والبساطة بالطرح والتعبير ، فما بالك اذا كان وزيرا للداخلية، فالفكرة المأخوذة والمطبوعة بأذهان الناس عن وزراء الداخلية تتسم بالغموض والعبوس والكلام المقعر الملازم نوعا ما لهذا المنصب، لابل انه بدول اخرى قد يثير هذا الوزير الرعب لدى العامة اكثر من رئيس الدوله نفسه، وموكبه قد يوازي موكبه.

مستوى الصراحة والمكاشفة الذي لمسناه( ملتقى النخبة elite) منه، وعلى مدى اكثر من ثلاث ساعات متواصلة قل نظيره، حتى انه الغى مواعيد مسبقة عندما توالت وانهمرت الاسئلة والافكار والمقترحات ،اما عن الانصات والتدوين بخط يده لكل ملاحظة تم طرحها صغيرة كانت ام كبيرة ،فحدث ولا حرج، حتى انه في لحظات كثيرة ، عكس الادوار ووضعنا نحن بحالة عصف ذهني تجاه بعض القضايا، ثم أخذ بمقترحاتنا ودونها للدرس والتمحيص وتوظيفها حسب الامكانية .

تاليا بعض من اهم ماتم اثارته:-

_ بالرغم من سمو ونبل وتضحية ما قام به بعض الاشخاص، نحسبهم عند الله شهداء ، الا ان توابع عملياتهم الفردية من ناحية امنية واقتصادية وانسانية على البلد وعلى الفلسطينيين، وما شكل ذلك من عبء على مؤسسات الدولة لتلافي ذلك، كان كارثيا بكل ما تعني الكلمة من معنى،والارقام تتحدث عما كان قبل العمليات وما بعدها.
_ الامن والاستقرار الذي ننعم به لم يأتي صدفة، انما هو نتيجة لجهد قيادة تصل الليل بالنهار، ولمؤسسات تعمل بشكل متواصل وبحرفية ومهنية عالية لدوام هذا الاستقرار وسط محيط ملتهب والسير على حبل مشدود ، لا يحتمل اي خطاء اثناء المسيرة، ولا يمكن ضمان ذلك لعدة ايام او ساعات قادمة اذا ما حدث خلل هنا او تراخي هناك ، فما بالك اذا كان معظم من حولك متربصا لذلك الخلل، وليس ببعيد ان يعمل بالسر واحيانا بالعلن لحدوثه.
_ عندما نتكلم عن ممارسة الوطنية فعلا لا قولا، ووحدة الجبهة الداخلية والمحافظة على مكتسبات الدولة المتراكمة ،راينا كم هي الوزارة ( وباقي المؤسسات)تعول في احيان كثيرة على المواطنين وتنتظر منهم مساعدتها وإعانتها على عملها ومسؤوليتها كل من موقعه، ولكنها تواجه بالصدود وعدم التفهم ، كالمساعدة بالكشف عن الجرائم وتهريب المخدرات، هذا من ناحية ،من ناحية اخرى، تمت الاشارة للتقصير من قادة الرأي بتبني رؤية ورسالة الدولة بشكل عام لنقلها وإقناع المجتمع المحلي بها كرديف قوي لاعلام الدولة.
وإذا تطرقنا لاعلام الدولة(الوطني) فهو قصة اخرى وباختصار فهو مقصر اصلا، وما زال تائها ضائعا كما وصفه الحسين رحمه الله قبل اكثر من ثلاثين عاما مضت ،وما زال فاقدا لبوصلته مترنحا متخلفا عن ادوات العصر بالرغم من ابداع كوادره خارج الحدود.
_ ما زال الكاتب المنصف ( وهذه النقطة تتعلق نوعا ما بسابقتها)الذي ينظر بعين الحياد والموضوعية لعمل الحكومة/ مات مبرزا ومعززا للايجابيات التي قامت وتقوم بها، مازال بحاجة لجرأة متناهية وتضحية كبيرة ليعبر عن ذلك وأقل ما يتهم به انه مسحج ومسوق للحكومة، وكاتب تدخل سريع وطالب منصب , حتى انه احيانا، يتم التشكيك بقواه العقلية، اما اذا انتقد ( الكاتب نفسه)وعارض، فيصفق له مباشرة حتي قبل التمعن بمدى مصداقية انتقاده، وتنهال عليه الاعجابات وطلب المزيد، اعتقد هذه الحالة تستحق الدراسة اكاديميا وبمنهج علمي للوقوف على اسباب ذلك، لوضع خطط لردم هذه الفجوة وتلافيها .
_ حققت الوزارة نقلات كبيرة ومتقدمة فيما يخص العقوبات البديلة لتخفيف العبء على السجون ولتكريس مبداء الاصلاح والتهذيب،ايضا تفعيل دور الحكام الاداريين ومنحهم المزيد من الصلاحيات للبت بالكثير من الامور مباشرة من قبلهم.
_ فند الوزير الكثير من الشائعات حول العبور الكثيف عبر الجسور من الضفة للاردن، واثبت بالارقام ان العبور من الاردن للضفة اكثر عددا من العكس.
_ راينا كم تعاني الوزارة من تضارب مصالح وعمل مؤسسات الدولة وكم يشكل هذا التضارب من عبء على الوزارة بالوقت والجهد والمال للتنسيق مابين هذه المؤسسات.
_ السياحة نفط الاردن، وتساهم مساهمة كبيرة بالدخل القومي ،لكن هذا القطاع لا زال يشكو من ضعف البنية التحتية والكوادر وتواضع الخدمات السياحية، التي تشكل عائق جذب وتسويقي تجاه السياح للقدوم والاستمتاع بما وهبه الله من كنوز سياحية بالاردن قل نظيرها.
_ وبالختام ، تبقى مسألة الثقة مابين المواطن والحكومة ( وزارة الداخلية مثلا) تشكل فجوة لا يستهان بها، جزء منها حقيقي وموضوعي يتمثل في عدم شعور الحكومات نسبيا بنبض الشارع ومعاناة المواطن البسيط المتواصلة والمتراكمة في ظل نسب فقر وبطالة غير مسبوقة، ومع ذلك لا تمل الحكومات من الطلب من المواطن بالصبر والتكيف، وجزء غير حقيقي من عدم الثقة يتمثل عما يدور بذهن المواطن عن الحكومات مرده لرواسب عالقة بذهنه من عهود مضت ولت وانتهت.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

موقف البلقاء اليوم

هموم وقضايا