الجمعة ,27 سبتمبر, 2024 م
الرئيسية أخبار متنوعة غطرسة ونرجسية “النتن” تدفعه للتراجع عن وقف النار وتعميه عن رؤية مخاطر الحرب الشاملة

غطرسة ونرجسية “النتن” تدفعه للتراجع عن وقف النار وتعميه عن رؤية مخاطر الحرب الشاملة

46

البلقاء اليوم - #البلقاء #اليوم #السلط

من المتوقع أن يجترّ رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، في خطابه المرتقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خطابه في الكونغرس الأمريكي، قبل حوالى شهرين، وفيه يسعى لتقديم سردية إسرائيل ومزاعمها، وفي صلبها أنها ضحية معتدى عليها، وسط تجاهل مريع لبحر الدم المسفوح في #غزة وفي #لبنان.

في طريقه من تل أبيب إلى نيويورك، كان نتنياهو، أمس، قد قبل مبدئياً بفكرة الهدنة الأمريكية- الفرنسية، وصولاً لتسوية مع “ #حزب #الله” ولبنان، فأعطى الضوء الأخضر لوزير الشؤون الإستراتيجية ديرمر بالمشاركة في مداولات تسوية. لكن ما أن وصل نتنياهو الولايات المتحدة، وبلغته ردود الفعل الواسعة في إسرائيل من اليمين إلى اليسار الصهيونيين (ائتلاف ومعارضة وفي الرأي العام والحكم المحلي في منطقة الشمال) والمطالبة برفض المقترح الأمريكي- الفرنسي، حتى سارع للسير “خلفاً در” وتنكّر للمداولات السرية بينه وبين وسطاء غربيين، نافياً وجود اتجاه لوقف النار، ومشدداً على مواصلة الضربات على لبنان حتى تحقيق الأهداف.

محلل إسرائيلي: من الأجدى أن نكون حذرين جداً، وألا نحاول تحديد الأرقام،.. ولدى “حزب الله” قدرة كبيرة على إلحاق أذى كبير بالجبهة الداخلية لإسرائيل

كما حصل في غزة طيلة شهور، تراجع نتنياهو عن فكرة التسوية، وهذه المرة مع لبنان، نتيجة مزاودات وحسابات وضغوطات داخلية دفعته للتراجع حتى عن موقف الجاهزية لسماع فكرة وقف النار.

يبدو أن نتنياهو في قرارة نفسه رغب وهو في الطريق للأمم المتحدة أن يمهّد لـ “خطاب الضحية” حتى تبدو إسرائيل كطرف معتدى عليه، مقابل عدوانية “حزب الله”، ضمن المعركة على الوعي العالمي، وطمعاً بالمزيد من الشرعية والصمت في العالم على جرائم القتل والتدمير في لبنان.


نتنياهو، المجرّب في السياسة، ويترأس حكومة سادسة، يبدو أنه راهن على أن يبادر “حزب الله” لقول “لا” لوقف النار، لأنه قيّد نفسه بعدم فك الارتباط عن غزة (خطاب نصر الله مساء الخميس الفائت). لكن الضغوط الداخلية في إسرائيل، التي تعيش أوساطٌ واسعة فيها حالة من سكرة القوة والنشوة بعد ضربات موجعة لـ “حزب الله”، في الأسبوعين الأخيرين، دفعت نتنياهو للإسراع للتنصل من موقفه الأول، فتنكر لاطلاعه مسبقاً على البيان الأمريكي-الفرنسي المشترك، حتى جاءت تسريبات وتصريحات أمريكية وفضحت حقيقة ما جرى.

هذه الحالة الواسعة من النشوة وغطرسة القوة التي تصيب أوساطاً واسعة في إسرائيل دفعتها للظهور عارية بصورة الجهة الرافضة للتهدئة، والراغبة بالمزيد من الموت والدم.

حالة انتشاء وسكرة الغطرسة
لكن حالة النشوة والغطرسة والرهان على القوة المفرطة من شأنها أن تؤدي لخسارة أكبر وأخطر على لبنان وعلى إسرائيل نفسها وكل المنطقة ،لأن التصعيد الدموي سيؤدي بالضرورة لدفع “حزب الله” للكف عن الرد المحسوب، والرد بما هو أخطر كماً وكيفاً، وعندها يقع الانفجار العظيم.

تزداد مخاطر هذه النشوة والأوهام الإسرائيلية بتحقيق الغايات فقط بالنار عندما يكتشف المنتشون أن الضربات الجوية مهما كانت عاتية لن تغني عن الحملة البرية المكلفة كلفة عالية لطرفي الصراع، وربما تكرر وتطيل حرب الاستنزاف التي ترغب إسرائيل بوقفها واستبدالها بمعركة تنتصر فيها بضربات “نوك أوت”.


حتى الآن، عمل “حزب الله” على إبقائها جبهة إسناد وإشغال، فهي ليس حربه، ولديه حسابات واعتبارات تتعلق به، وبالداخل اللبناني، وأخرى تتصل من لبنان إلى إيران، ولذا تمسّكَ بفكرة الاستنزاف حتى اليوم. ورغم التصعيد الإسرائيلي الوحشي لم يرد بما لديه من قدرات، نتيجة حسابات، وليس نتيجة عجز وفقدان القدرة، كما تظن أوساط إسرائيلية كثيرة تدعو للمزيد من ضرب السكاكين بعدما “سقطت البقرة”.

في المقابل، يعي بعضُ المراقبين في إسرائيل، جنرالات في الاحتياط، ومحللون عسكريون إستراتيجيون ومسؤولون سابقون، خطورة شيوع هذه الحالة، فينبّهون لعدم جدوى الرهان على القوة فحسب، ويحذرون من نسيان الهدف الجوهري، ونسيان تجارب الماضي، ومن فقدان الرؤية المتبصّرة التي ترى أن القصف الجوي لن يكفي، ولا بدّ من حملة بريّة من شأنها أن تورّط إسرائيل في وحل لبناني مكلف، كما حصل في الماضي.

نجاحات غير مجدية
من أبرز هذه الأصوات مدير معهد در اسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، رئيس الاستخبار ات العسكرية سابقاً، الجنرال في الاحتياط تامير هايمان، الذي يؤكد أنه بعد سلسلة النجاحات العملياتية، في الأسبوع الأخير، يجدر بنا أن ندرك أننا لم ننجز شيئاً.

ويضيف، ضمن مقال نشره موقع القناة 12 العبرية: “لقد شهد حزب الله أصعب أسبوع منذ حرب لبنان الثانية (حرب تموز/يوليو 2006) ومع ذلك، لا تزال الأحداث الدراماتيكية تنتظر إسرائيل”.


ويقول هايمان إن الجيش الإسرائيلي يوجّه الضربة تلو الأُخرى إلى “حزب الله”، والهجوم الذي بدأ في الأمس الأول غير مسبوق من ناحيتين: الناحية الأولى استخباراتية، والمقصود بها تراكم عمل دؤوب منذ حرب لبنان الثانية لم يكتشفه نصر الله بعد. وفي الأمر الثاني، الاستخبارات هي الأساس؛ ويظهر ذلك في الهجوم الواسع النطاق الموجه إلى أهداف ومنظومات حساسة لـ “حزب الله”، والصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى، والصواريخ المتوسطة المدى وصواريخ كروز.

هامش مناورة “حزب الله”
وحسب هايمان، فقد وقعت الهجمات في أماكن معقدة ومكتظة سكنياً، وجرى القضاء على سلاح مخبأ في المنازل، وكلما كان حجم الهجمات كبيراً، لحق ضرر أكبر بقدرات العدو، وقلص من مرونة عمل نصر الله.

ويضيف، محذراً: “في ما يتعلق بالضرر اللاحق بالقدرات، فمن الأجدى أن نكون حذرين جداً، وألا نحاول من الآن تحديد الأرقام، ويجب الاستمرار في إلحاق الضرر.

لكن لدى “حزب الله” قدرة كبيرة على إلحاق أذى كبير بالجبهة الداخلية لإسرائيل. إن وتيرة الاغتيالات المركزة التي هي أكبر كثيراً من وتيرة تعافي منظومة القيادة والتحكم لدى “حزب الله” هي إنجاز مهم للغاية. وبعد اغتيال الشخصية الثانية في “حزب الله”، فؤاد شكر، الصديق المقرب من حسن نصر الله، والرجل الذي كان ينفذ أوامره، انتقلت صلاحياته إلى شخصين آخرين، إبراهيم عقيل وعلي كركي. الأول انتقل إلى العالم الآخر، أمّا الثاني، فوضعه غير واضح”.

نتنياهو، في الطريق للأمم المتحدة، يمهّد لـ “خطاب الضحية”، تبدو فيه إسرائيل كطرف معتدى عليه

تفسير الرد المنضبط لـ “حزب الله”
مقابل النجاحات التكتيكية والاغتيالات، يضيف هايمان: “رغم الضرر الكبير اللاحق بـ “حزب الله”، فإنه لا يزال هناك قادة، فالحزب كبير جداً. ومع ذلك، كيف يمكن أن نفسر الحدود الضيقة لعمليات “حزب الله”، حتى الآن، مقارنة بقدراته؟ يمكن التقدير أن “حزب الله” يقيس الخسائر ويقيّم الوضع؛ فمهاجمة سلسلة القيادة والتحكم ربما جعلت عمل هذه القيادة أكثر تعقيداً. لكن يجب ألا نوهم أنفسنا، فخلال وقت قصير “حزب الله” سيفهم الواقع، وسيجد نصر الله نفسه أمام خيارين أساسيَين: الأول، توسيع دائرة النار، وإطلاق النار على مناطق جديدة، كتل أبيب ومحيطها، وربما بصورة مدروسة نسبياً، لكن أكبر مما شهدناه حتى الآن. أمّا الثاني، فهو أن يفهم نصر الله أنه في وضع صعب ويقرّر الذهاب حتى النهاية، وفي حالة كهذه، نحن أمام حرب شاملة”.

العبرة من جبهة غزة
ويقدّم هايمان كلمة أخيرة عن الجبهة الجنوبية، وخصوصاً قضية المخطوفين والأداة السياسية التي يجب أن تستكمل الخطوات العسكرية؛ الآن بصورة خاصة: “مع الزخم الذي لدينا في الشمال، يجب بدء التفكير في مزج العمل السياسي بالعمل العسكري، ومعرفة نقطة الذروة للعمل العسكري التي نُدخل عندها الأداة السياسية. وإذا لم نفعل ذلك الآن، فإننا سنكتشف، كما جرى في الجنوب، أن الأمر تأخّرَ كثيراً.

ويختتم هايمان بالقول: “بالإضافة إلى الناحية الأخلاقية والقيمية، وصعوبة أن نتخيل ما تمرّ به عائلات المخطوفين الـ101، الذين لا يزالون في جحيم غزة، عندما يرون كل الاهتمام موجهاً اليوم إلى الشمال، والخوف من إبعاد الموضوع عن جدول الأعمال، فإن هناك أيضاً ناحية إستراتيجية. يجب التشديد على أهمية الإستراتيجيا في مرحلة كهذه، ويمكن أن تكون هذه أيضاً إستراتيجيا للخروج من المعركة من الشمال، وقطع الترابط بين الجبهات بعد الضربات العنيفة التي تعرض لها “حزب الله”. يجب أن نصنع فرصة مهما كانت ضئيلة من أجل الدفع قدماً بصفقة في الجنوب، الآن بالذات”.

القدس العربي – لندن بتصرف

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

موقف البلقاء اليوم

هموم وقضايا