الخميس ,19 سبتمبر, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم فادي السمردلي .. يكتب .. تحديات وإصلاحات الحكومة والبرلمان الجديد

فادي السمردلي .. يكتب .. تحديات وإصلاحات الحكومة والبرلمان الجديد

154

البلقاء اليوم - فادي السمردلي يكتب:تحديات وإصلاحات الحكومة والبرلمان الجديد

بقلم : #فادي #زواد #السمردلي

في خضم الأحاديث المتكررة حول الحكومة المقبلة، تحتل مسألة الوزارة الجديدة ورئيسها المكلف صدارة المشهد السياسي. يبدو أن هناك توقعات كبيرة وتطلعات عديدة لكيفية مواجهة الحكومة للتحديات القادمة فالمواطنون يعبرون عن آمالهم في أن تكون هذه الوزارة قادرة على التعامل مع القضايا العالقة ومعالجة الملفات الشائكة التي تواجه البلاد وفي ظل الظروف الحالية، يُنظر إلى هذه الحكومة باعتبارها الأمل لتحقيق إصلاحات جوهرية تلبي تطلعات الشعب، خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فالتحديات المطروحة تتطلب قيادة قوية وحازمة قادرة على تجاوز العقبات، والاستجابة للمتغيرات الداخلية والخارجية بحكمة ومرونة.
مع الإعلان عن نتائج الانتخابات الأخيرة، يظل الحديث عن مجلس النواب القادم يحتل مساحة واسعة في النقاشات السياسية فالفائزون في الانتخابات احزاب ودوائر محلية يحتفلون بنجاحهم، وسط حالة من التفاؤل، وإن كان بعض الأحزاب يبالغ في تقدير حجم تمثيله داخل البرلمان. هذه المبالغات تثير تساؤلات حول مدى دقة التصريحات الصادرة عن بعض القوى السياسية، مما يبرز فجوة بين الوعود التي تقدمها تلك الأحزاب والواقع الفعلي الذي سيواجهونه تحت قبة البرلمان وفي نهاية المطاف، سيظل الحكم على هذه القوى من خلال قدرتها على تحقيق البرامج التي التزمت بها أمام الشعب، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد.
تعاني المنطقة من أجواء مشحونة سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي. ففي غزة، تستمر حرب التصفية والتجويع وسط ظروف إنسانية كارثية، بينما تتواصل التهديدات الصهيونية على الضفة الغربية، مع مخاوف متزايدة من إمكانية التهجير أو اجتياح جنوب لبنان. هذه الأجواء المتوترة على المستوى الإقليمي تزيد من الضغط على الداخل، حيث تدهورت الأوضاع الاقتصادية بشكل ملحوظ، مما يثقل كاهل المجتمع ويؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية. هذا السياق المضطرب يتطلب من الحكومة الجديدة والمجالس النيابية المقبلة التعامل مع هذه التحديات بجدية وفعالية، من خلال تنسيق الجهود المحلية والإقليمية والدولية للتخفيف من الأزمات المتصاعدة.
في ظل التحديات العديدة التي تواجه البلاد، هناك دعوات متزايدة للحكومة والنواب الجدد بعدم إضاعة الوقت في إعداد دراسات جديدة أو البحث عن حلول مبتكرة قد تكون غير مجدية وبدلاً من ذلك، يُقترح تبني تجارب دولية ناجحة، من خلال البحث والاستقصاء عن هذه التجارب والتي استطاعت من خلال تطبيقها ان تتغلب على تحديات كبيرة وتحقق نجاحات اقتصادية واجتماعية وعلى الحكومة أيضا أن تتحلى بالمرونة والاستفادة من الدروس المستفادة من الدول التي واجهت ظروفاً مشابهة، والاعتماد على سياسات عملية وسريعة التنفيذ لتحسين الأوضاع

الإصلاحات المقترحة متعددة، تبدأ من مكافحة الفساد، حيث يُطالب بمحاسبة الفاسدين دون استثناء أو تمييز، لضمان استعادة ثقة المواطنين في الدولة ومؤسساتها. كما يُعد تطبيق العدالة في التوظيف والمناصب من الأولويات، من خلال اعتماد سياسات توظيف تعتمد على الكفاءات بعيداً عن المحسوبيات وفي مجال التعليم، من الضروري ضمان إلزامية التعليم ومجانيته مع إعادة كتابة المناهج لتتماشى مع التطورات العالمية وتحقيق تحسينات ملموسة في جودة التعليم.

على صعيد الاستثمار، يتطلب تحسين بيئة الاستثمار من الحكومة خلق نافذة واحدة حقيقية لتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، وتطبيق قوانين تضمن استقراراً طويل الأمد أما في مجال تعظيم موارد الدولة، فتتركز المقترحات على الاستفادة من الموارد الطبيعية مثل الفوسفات والغاز، ودعم الزراعة الحديثة وإنشاء مصانع لتصنيع المنتجات الزراعية. ولا يقل قطاع السياحة أهمية، حيث يمكن الترويج للمعالم السياحية التاريخية والطبيعية كالبتراء وجرش ووادي رم، بالإضافة إلى تطوير السياحة العلاجية والتعليمية والرياضية. من خلال هذه الإصلاحات، يمكن للحكومة أن تحقق قفزة نوعية في مسار التنمية المستدامة، وتوفير مستقبل أفضل للمواطنين.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا