الإثنين ,16 سبتمبر, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم العد العكسي للانتخابات النيابية: قراءة في تفاعل الشارع الأردني

العد العكسي للانتخابات النيابية: قراءة في تفاعل الشارع الأردني

298

البلقاء اليوم - #البلقاء #اليوم #السلط #نخبة #بوست #رولا #أبو #رمان

مع اقتراب موعد #الانتخابات #النيابية في الأردن، يبدأ العدّ العكسي لهذه العملية الديمقراطية التي تمثل محطة هامة في مسيرة البلاد السياسية.

ومع تحديد العاشر من الشهر الحالي كموعد للاقتراع، تتزايد الترقبات حول مجريات هذا الحدث الانتخابي، الذي يُعدّ اختبارًا حقيقيًا لمدى تفاعل الشارع الأردني مع التعديلات القانونية الجديدة، وأثرها على مسار العملية الانتخابية.

وفي ظل مشهد سياسي واقتصادي يتسم بالتحديات، تتفاوت الآراء حول حجم الحراك الانتخابي، وما إذا كان هذا الحراك يعكس رغبة حقيقية في التغيير أم أنه مجرد انعكاس للتوجهات التقليدية التي لطالما سيطرت على الساحة الانتخابية الأردنية، حيث يرى البعض أن الحراك “زخم” وغير مسبوق يشهده الشارع الأردني، بينما ترى آراء أخرى أن هناك “فتورًا وبرودًا” في الحراك الانتخابي، مع إحجام واضح في الإقبال الشعبي، مقارنة بالأعوام السابقة.

العد العكسي للانتخابات النيابية: قراءة في تفاعل الشارع الأردني
العد العكسي للانتخابات النيابية: قراءة في تفاعل الشارع الأردني
الانتخابات في الأردن
الحراك الانتخابي .. هل ينعكس على الصناديق؟

بوجه عام؛ يُقاس حجم الحراك الانتخابي من خلال الأنشطة الانتخابية للناخبين، والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستطلاعات الرأي، والجدل الإعلامي، ورصد الحملات الإعلانية، ومدى إقبال الشارع على المشاركة.

وفي خطوة لسد الفجوة بين الناخب والمرشح وتعزيز الاتصال المباشر بينهما، تترافق مرحلة الدعاية الانتخابية مع نشاطات وحركات انتخابية متنوعة، يشمل ذلك قيام المرشحين بزيارات، وندوات، ومهرجانات، وافتتاح مقرات انتخابية؛ بهدف إقناع الناخبين بهم وببرامجهم؛ إذ لا تكفي الصور واليافطات لتحقيق هذا الهدف بمفردها.

لذا؛ من الضروري أن تصاحب هذه الدعاية نشاطات وحراكات انتخابية إضافية لزيادة وتيرة الحراك الانتخابي، وهو ما نلاحظه حاليًا في الفترة التي تسبق عملية الاقتراع، إلا أن ذلك لم يرتقِ إلى الحجم المطلوب بالنسبة للبعض.

الحراك الانتاخبي “متذبذب” .. والسبب؟
انتخابات مجلس النواب العشرين باتت على الأبواب واغلب التحضيرات قد استكملت، إلا أن الحراك الانتخابي “متذبذب” صعودا ونزولا وذلك نظرا لعدة أسباب، منها عدم معرفة بعض المواطنين بالعملية الانتخابية، ونقص الفهم للتعديلات التي أُجريت على قانوني الأحزاب والانتخاب، بالإضافة إلى ذلك، هناك تراجع في الثقة بالمجالس السابقة، وهيمنة الأسماء القديمة على القوائم العامة؛ مما يبعث شعورًا لدى المواطنين بتقليل قيمة المرحلة الانتقالية الجديدة في ظل وجود القوانين المعدلة.

وعلى صعيد القوائم العامة (الأحزاب)، ما زال المواطن الأردني يعاني من “صدمة معرفية” نتيجة وجود منعطف جديد في الحياة السياسية الأردنية، وهو غير مألوف بالنسبة له، خصوصًا فيما يتعلق بتشكيل الأحزاب وعدم نضوج برامجها ورؤاها، وكذلك مسألة تمكين الشباب والمرأة وتشجيع الانضمام للأحزاب.

(الأحزاب) لم تأخذ وقتها الكافي لإقناع الناس بها، وهذا بدوره قد ينعكس على التفاعل الشعبي خلال الفترة الراهنة، ومع ذلك، تشاركية الأحزاب مع القوائم المحلية قد تخلق حراكًا شعبيًا واسعا

يضاف إلى ذلك المشهد في غزة، الذي يدفع البعض إلى الامتناع عن المشاركة في المهرجانات التي تتخللها حفلات غنائية وما شابه.

في ظل هذا المشهد الانتخابي “الضبابي”، يرى البعض أن المتابع الميداني هو من يتلمس هذا الحراك، الذي قد يتفاوت حجمه من منطقة إلى أخرى ومن محافظة إلى أخرى

وعلى سبيل المثال، نلاحظ في المدن عزوف المواطنين عن المشاركة، في حين نرى في القرى أن “الفزعات العشائرية” تخلق حراكًا وزخمًا، سواء من قبل المرشحين أو من أقاربهم الناخبين

العد العكسي للانتخابات النيابية: قراءة في تفاعل الشارع الأردني
الأحزاب في الأردن
الطيب : التسخين الانتخابي لا يرتقي للمستوى المطلوب
من جانبه، قال الإعلامي أحمد الطيب إن حجم الحراك الانتخابي “قليل جدًا”، مرجعًا السبب إلى الوضع الإقليمي، والأحداث في غزة والضفة الغربية، إضافةً إلى الوضع المحلي وما يتخلله من سيطرة الأولويات المعيشية على اهتمام المواطن في هذه الفترة، مما انعكس سلبًا على تفاعلهم مع الحراك الانتخابي.

الطيب : التقصير يقع أيضًا على عاتق المرشحين، وتحديدًا الأحزاب؛ إذ كان يجب عليهم تكثيف المهرجانات الخطابية وحث الناس بطرق مختلفة على المشاركة فيها

وأشار الطيب إلى أن العديد من الأحزاب “فشلت” في التواصل مع وسائل الإعلام والاستفادة من منبرها لشرح برامجها الانتخابية للناخبين وإقناعهم بها، كما أرجع قلة الزخم في الحراك الانتخابي إلى طول مدة مرحلة الدعاية الانتخابية المسموح بها للمرشحين؛ إذ بدأت الهيئة المستقة للانتخاب بالسماح بالإعلان والترويج للمرشحين منذ 9 آب وستستمر حتى 8 أيلول.

وأفاد الطيب بأنه في بداية هذه المرحلة، كان هناك زخم وإقبال، لكنه تراجع لاحقًا، مما يشير إلى أن نسبة المشاركة ستكون قليلة مقارنة بالانتخابات السابقة.

شديفات: افتتاح المقرات الانتخابية انعكس على حراك الشارع
بدوره؛ أكد الإعلامي عبدالرحمن شديفات أنه خلال الفترة الأخيرة التي تسبق عملية الاقتراع، تشهد المملكة حراكًا نيابيًا كبيرًا، مما سينعكس بدوره على الناخبين أيضًا.

وأشار شديفات إلى أن هذا الحراك يعود إلى افتتاح المقرات الانتخابية، والمسيرات، والحراك في الشوارع، وتشاركية الأحزاب مع القوائم الوطنية، ونزولها إلى المحافظات والقواعد الشعبية، التي تعتبر من أعلى نسب التصويت في الحراك الانتخابي.

وأوضح شديفات أن الحراك النيابي سيزداد في الأيام القليلة المتبقية قبل يوم الاقتراع، مشيرًا إلى أن ذاكرة الأردنيين تشبه “ذاكرة السمكة”، مما يجعلهم يتذكرون آخر ما يحدث ولا يتذكرون المواقف والأحداث السابقة، وأضاف أن هذا القول لا يعمم على الشعب الأردني بأكمله، ولكن يمثل الغالبية منهم، على حد قوله.

أبو بيدر: الحراك الانتخابي لا يعني إقبال الناخبين على الصندوق
من جانبه، قال الإعلامي جهاد أبو بيدر إن الحراك الانتخابي ما زال يراوح مكانه ومقتصرًا على الزيارات الميدانية التي يقوم بها المرشحون للتواصل مع الناخبين إضافة إلى افتتاح المقرات الانتخابية وعقد والمهرجانات، إلا أن هذا، وفقًا لأبو بيدر، لا يعني بالضرورة أن المواطنين سيذهبون إلى الصندوق.

واختتتم بقوله؛ بالرغم من أن بعض المواطنين غير مهتمين بالمشاركة السياسية، إلا أن الأيام القادمة، وخاصة الأيام الأخيرة، ستشهد زيادة في حدة المعركة الانتخابية، وسيصبح الحراك والنشاط الانتخابي أكثر فعالية وظهورًا على الساحة الإعلامية للوصول إلى أكبر عدد من الأصوات في الصناديق.

خلاصة القول:

من يتابع الحراك الانتخابي هو من يهتم فعلاً بالعملية الانتخابية ويشارك في الفعاليات التي ينظمها المرشحون، أما من يتجنب المشاركة، فسيرى أن الحراك ضعيفاً ولن يلاحظ تأثيره. من جهة أخرى، تعتبر التجربة الحالية بمثابة اختبار يتم الاستفادة منه في الانتخابات المقبلة؛ حيث يُفترض أن يتم تقييم السلوكيات والتجاوزات التي قد تحدث، والعمل على تحسينها والتأكيد على النقاط الإيجابية.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا