الإثنين ,16 سبتمبر, 2024 م
الرئيسية أخبار المدارس هل استعدت المنظومة التعليمية لاستقبال العام الدراسي الجديد؟

هل استعدت المنظومة التعليمية لاستقبال العام الدراسي الجديد؟

266

البلقاء اليوم - #البلقاء #اليوم #السلط #نخبة بوست – #أماني #الخماش

توجه صباح اليوم الأحد قرابة نصف مليون طالب وطالبة من مختلف المراحل الدراسية، لمدارسهم الخاصة، بالإضافة إلى طلبة الفروع المهنية في المدارس الحكومية BTEC إيذانا ببدء العام الدراسي الجديد 2024/ 2025.
وكانت وزارة التربية والتعليم اعتمدت تقويما للمدارس الخاصة مغايرا للمدارس الحكومية، التي بدأت دوامها الفعلي بعد منتصف الشهر الماضي.

ومع بدء العام الدراسي الجديد، يبرز الحديث عن الاستعدادات والتحضيرات التي قامت بها وزراة التربية والتعليم والتي تشمل تجهيز البنية التحتية للمدارس، تحديث المناهج الدراسية إضافة إلى توفير الكتب المدرسية واللوازم التعليمية.

ومن جانب آخر، يزداد نشاط الأسر في تأمين متطلبات أبنائهم، من زي مدرسي جديد وقرطاسية إلى تنظيم جداولهم اليومية استعدادًا لبدء العام الدراسي، تأتي هذه التحضيرات وسط تطلعات كبيرة من قبل الطلبة وأولياء الأمور لتحقيق عام دراسي ناجح يحقق الطموحات الأكاديمية في بيئة تعليمية ملائمة وآمنة.

هل استعدت المنظومة التعليمية لاستقبال العام الدراسي الجديد؟
الشكاوى والتحديات
مع بداية العام الدراسي يزداد الحديث وتكثر الشكاوى حول وجود نقص في الكتب الدراسية علاوة عن نقص في الكوادر التعليمية، وعلى الرغم من الملاحظات التي يوردها الطلبة وأولياء أمورهم في كل عام حول عدم إعطاء حصص مدرسية في بعض المواد خلال الأسبوعين الأولين من كل فصل، سواء بسبب عدم وجود معلم أو عدم توفر الكتاب، إلا أن الأمر أصبح مألوفًا لدى المجتمع، مما يدفع بعض الطلاب للتغيب في الفترة الأولى من العام الدراسي.

في ظل هذه التحديات، يشكو أولياء الأمور من ارتفاع رسوم الدراسة في المدارس الخاصة بشكل متتالٍ، مما دفع بعضهم إلى نقل أبنائهم إلى المدارس الحكومية لتخفيف عبء النفقات عن كاهل الأسرة

“التربية” .. غرفة عمليات لمتابعة الملاحظات
هل استعدت المنظومة التعليمية لاستقبال العام الدراسي الجديد؟
وفي هذا الصدد، صرحت وزارة التربية والتعليم بأن جميع الكتب المدرسية المتوفرة قد تم توزيعها، وأوعزت بتوريد الكتب التي لم تُسلّم بعد تباعًا في الأسبوع الفائت إلى جميع المديريات والطلبة لضمان سير العام الدراسي بشكل سليم.

كما أوضحت الوزارة وجود نسخ إلكترونية مطورة للكتب التي شهدت تأخيرًا في تسليمها للمدارس على موقعها الإلكتروني، وهي متاحة لكافة الطلاب، كما شكلت الوزارة غرفة عمليات لمتابعة الملاحظات أولًا بأول ومعالجة أي مشاكل قد تواجه عودة الطلاب إلى المدارس.
وضمن السياسات المتبعة لإنجاح العام الدراسي ولتفادي أي نقص في الكادر التدريسي، عملت الوزارة على تعيين 3 آلاف معلم ومعلمة في مختلف المدارس.

الطلبة: الاستعدادات جيدة .. ولكن
هل استعدت المنظومة التعليمية لاستقبال العام الدراسي الجديد؟
وفي هذا السياق، قال الطالب سامي السيوف “يجب تأخير العام الدراسي إلى أن يتم توفير جميع الأدوات التعليمية، فهناك نقص في الكتب ليس فقط في صفي، بل في أغلب الصفوف، كما أن هناك نقصًا في المعلمين، مضيفا ان هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها تأخير في تسليم الكتب أو البدء الفعلي للعام الدراسي.”

من جانبها، قالت الطالبة ريم الشمري إنها استلمت جميع الكتب، وتم البدء بالتعليم منذ الأسبوع الثاني من بدء العام الدراسي. وأضافت أنه لا يوجد أي نقص في الكادر التدريسي، فجميع المعلمين يقومون بإعطاء الحصص الدراسية وفقًا للجدول المحدد، وإن كان هناك تأخر في تسليم بعض الكتب في أي مدرسة، يمكن للطالب العودة إلى الموقع الإلكتروني للوزارة لقراءة المناهج والتحضير الجيد للمادة.

أولياء الأمور: التأخير في التدريس أصبح مشهدًا اعتياديًا
وفي ذات السياق، قالت لمى إرشيد، وهي أم لطفلين أحدهما في الصف الخامس والآخر في الصف الأول: “بالرغم من بدء العام الدراسي منذ أسبوعين، إلا أن بعض الكتب لم تُسلّم للطلاب بعد، مما يعني أن بعض المواد لم يتم تدريسها حتى الآن. هذه ليست المرة الأولى، والأمر أصبح اعتياديًا لدى الأهالي والطلاب. كان من الأفضل أن تبدأ وزارة التربية والتعليم العام الدراسي بعد توفير كافة الأدوات التعليمية من كتب ومعلمين.”

وفيما يتعلق بارتفاع أسعار القرطاسية، أشارت إرشيد إلى أن الأسعار تتفاوت من مكتبة لأخرى، حيث يلجأ البعض إلى رفع الأسعار باعتبار أن هذه الفترة هي موسم العودة إلى المدارس، في حين يراعي البعض الآخر الظروف الاقتصادية التي تعاني منها بعض العائلات.

من جانبه، أوضح خالد عطا الله، والد لطالب في الصف الأول، أن عملية تسليم الكتب لا تزال مستمرة، وأن الدوام غير مستقر على الرغم من بدء تدريس بعض المواد. وأضاف أن ما يحدث هو أمر روتيني، حيث لا يمكن للمدارس أو الوزارة معرفة العدد الحقيقي للطلاب إلا بعد بداية الدوام المدرسي بسبب انتقال الطلاب من مدرسة لأخرى.

معلمون: التوجه إلى الوسائل التعلمية الحديثة هو الحل
هل استعدت المنظومة التعليمية لاستقبال العام الدراسي الجديد؟
من جهة أخرى، يرى بعض المعلمين أن التحديات التي تواجه السنة الدراسية الجديدة يجب معالجتها قبل بدء الدوام، بالإضافة إلى ضرورة اتباع وسائل تعليمية حديثة وعدم الاقتصار على الكتاب فقط.
وأشار المعلمون إلى اهمية التوجه إلى بدائل أخرى يمكن إدراجها ضمن عناصر المنظومة التعليمية، مما يعزز سبل الارتقاء بالمستوى التعليمي للطلاب.

أبو عمارة: هناك عزوف كبير عن التسجيل في المدارس الخاصة
من جهته، أوضح الخبير التربوي د. محمد أبو عمارة أنه يتم بشكل مستمر إجراء دراسات إحصائية لمعرفة عدد الطلاب الذين انتقلوا من المدارس الخاصة إلى الحكومية والعكس.

وأشار إلى أن هذا العام شهد انخفاضًا كبيرًا في نسبة تسجيل الطلاب في المدارس الخاصة مقارنة بالأعوام الماضية، مرجعًا ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة، خاصة بعد العدوان على غزة، مما أثر على العديد من القطاعات وألقى بظلاله على الأوضاع الاقتصادية وأسعار السلع، ما دفع الكثير من المواطنين إلى الاقتصاد في نفقاتهم.

هناك توجه كبير من قبل الطلاب للانتقال إلى المدارس الحكومية، قد يكون هو الأكبر في تاريخ المدارس الخاصة

ولفت أبو عمارة إلى أن البعض يعتبر التعليم في المدارس الخاصة نوعًا من الرفاهية مع وجود التعليم الحكومي، ومن هذا المنطلق، اتجه ذوو الطلبة للاستغناء عن نواحي من الصرف لتخفيف العبء عليهم، لافتا إلى أن انتشار بطاقات التعليم عن بعد “المنصات الإلكترونية” أسهم في زيادة العزوف عن التسجيل في المدارس الخاصة.

هل استعدت المنظومة التعليمية لاستقبال العام الدراسي الجديد؟
ذوقان: لا يمكن حصر المنظومة التعليمية بعنصر واحد
من جهته، بين الخبير التربوي د. ذوقان عبيدات أن وزارة التربية والتعليم لم تستطع على مدى تاريخها أن تبدأ العام الدراسي بطريقة مريحة للطلبة والمجتمع، فبداية العام الدراسي الجديد يجب أن تكون مليئة بالفرح، وخاصة الأسبوع الأول الذي ينبغي أن يقوم على الترحيب بالطلبة وتعزيز دور المدرسة والمعلم والكتاب في المنظومة التعليمية، إلا أن البدايات أصبحت تقليدية وتعاني من نقص في الكتب والمعلمين.

عبيدات : المطلوب من القيادات والمجتمع هو البدء بعام دراسي جيد يحمل في طياته معنيين: الأول هو توفير جميع أدوات التعلم، والثاني هو توفير بيئة استقبال مريحة وجيدة للطلبة. ومع ذلك، لم يتحقق أي منهما، فبالرغم من مضي ثلاثة أشهر على التحضير والتخطيط للعام الدراسي الجديد، إلا أن البداية كانت من دون كتاب أو معلم، بل تم طرد آلاف المعلمين قبيل بدء العام الدراسي

وأشار عبيدات إلى أن الوزارة تصب جل اهتمامها على الامتحانات وطلاب التوجيهي، بالإضافة إلى ملاحقة المخالفات التي يرتكبها الطلاب، دون الالتفات إلى عناصر المنظومة التعليمية التي يجب أن يبدأ بها العام الجديد. ورغم وجود إمكانيات تؤهل البدء بالعام الدراسي دون كتاب، إلا أن غياب الكتاب والمعلم يظل مشكلة قائمة.

واختتم عبيدات بقوله أن مؤشرات العلاقات التربوية تظهر انعدام التواصل بين عناصر المنظومة التعليمية، أي بين المعلم والطالب، وبين الكتاب والطالب، وبين الكتاب والواجبات المدرسية. لذلك، من الطبيعي أن تحدث مثل هذه العيوب، ولا بد من الإشارة إلى أن حضور الكتاب لا يعني حل المشكلة بشكل جذري.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا