الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم سورية تتعافى والغارات الإسرائيلية الأخيرة على حلب دليل إحباط والرد قادم حتما .. لماذا يريد اردوغان إعادة بناء الجسور مع دمشق فجأة؟ وما هي فرص نجاح وساطة السوداني في هذا الإطار؟ وماذا عن احتجاجات ادلب المتصاعدة؟

سورية تتعافى والغارات الإسرائيلية الأخيرة على حلب دليل إحباط والرد قادم حتما .. لماذا يريد اردوغان إعادة بناء الجسور مع دمشق فجأة؟ وما هي فرص نجاح وساطة السوداني في هذا الإطار؟ وماذا عن احتجاجات ادلب المتصاعدة؟

424

البلقاء اليوم - #عبد #الباري #عطوان
رغم الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت فجر اليوم الاثنين قواعد يُعتقد انها تابعة لـ”حزب الله” في بلدة حيان في ريف حلب، وأدت الى استشهاد 16 مقاتلا، ولأول مرة منذ الهجوم على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، الا ان مسيرة التعافي السوري تسير بخطوات متسارعة سياسيا وميدانيا وفق سياسة مدروسة، داخليا وخارجيا.
قبل الخوض في الأدلة التي تؤكد هذه الحقيقة، لا بد من القول ان هذا الهجوم الإسرائيلي على قواعد للمقاومة في ريف حلب يأتي ردا على عمليات فصائل محور المقاومة المتصاعدة ضد قواعد عسكرية جوية وبرية إسرائيلية في الجولان المحتل، سواء من قبل مقاتلي “حزب الله”، او من خلال الهجمات الصاروخية التابعة للمقاومة الإسلامية العراقية في إطار تفعيل جبهات المقاومة ضد الاحتلال.
الرد العسكري الإيراني القوي (الوعد الصادق) الأول من نوعه الذي تجسد في إرسال 360 صاروخا باليستيا ومسيّرة حققت اخترقا لا بأس به للمجال الجوي الإسرائيلي وأصاب أهدافه في قاعدتي النقب الجويتين بدقة متناهية، رغم حائط الصد الصاروخي الأمريكي في الأردن، الامر الذي أحدث حالة من رعب عسكري ونفسي في صفوف القيادتين السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال، علاوة على بث حالة الرعب في صفوف مستوطنيها، وأهم إنجاز لهذا الهجوم هو الانتقال الى مرحلة جديدة عنوانها الثأر للشهداء الذين يسقطون بنيران العدو الإسرائيلي في سورية ولبنان، وإسقاط عبارة “الرد في المكان والزمان المناسبين” الى غير رجعة، وإزالتها بالتالي من قاموس المقاومة.
***



اذا القينا نظرة موسعة على المشهد السوري هذه الأيام يمكن رصد العديد من التطورات الإيجابية نوجزها في النقاط التالية:
الأولى: تآكل متدرج للحصار المفروض على سورية عربيا ودوليا، وأبرز الأمثلة في هذا الصدد عودة العرب الى دمشق، ومشاركة الرئيس الأسد في القمم الأخيرة، وتطور علاقاته مع دول خليجية مركزية مثل الامارات السعودية، وقبلهما سلطنة عُمان، وهناك أنباء عن تقارب قطري سوري غير مباشر تمثل في إغلاق “سفارة” الائتلاف السوري المعارض في الدوحة، وكذلك مدرسة للمعارضة السورية، واشراف الدولة السورية مباشرة على قوافل حجاجها لأول مرة.



ثانيا: الاضطرابات الأمنية المتصاعدة في إقليم ادلب حيث توجد سيطرة فصيل هيئة تحرير الشام “المعارضة”، وتصاعد المطالبات بإقالة محمد الجولاني قائدها، والافراج فورا عن المعتقلين، ووقف اعمال التعذيب، وتفاقم الانقسامات داخل الهيئة، ويتردد ان مطالبات متصاعدة بعودة الأقاليم الى سيادة النظام في بعض الأوساط الشعبية بسبب الوضع المعيشي الذي لا يطاق على حد وصف أحد الخبراء المتابعين للتطورات عن كثب.
ثالثا: تصاعد الدعوات في تركيا لإعادة العلاقات مع سورية تمثلت في دعوة السيد دولت بهشتلي زعيم الحركة القومية التركية لحليفه الرئيس ردب طيب اردوغان بضرورة عودة التنسيق مع الرئيس بشار الأسد للقضاء على الطموحات الانفصالية لقوات سورية الديمقراطية في الشمال السوري.
رابعا: تردد أنباء شبه مؤكدة تفيد بأن الرئيس الامريكي جو بايدن بات على وشك الاعتراف بكيان انفصالي كردي في شمال سورية، وربما بأخر في شمال العراق، الامر الذي لو تم سيشكل ضربة قاتلة للدولة التركية، واستقرارها وأمنها حسب الموقف التركي، وهذا ما يفسر زيارة السيد محمد شياع السوداني، رئيس وزراء العراق، قبل أيام لأنقرة، وقيامه بدور وساطة للتقريب بين الرئيسيين السوري والتركي لمواجهة هذا التحرك الامريكي.



خامسا: اقدام الرئيس اردوغان على سياسة إقليمية إنفتاحية بعد عدم نجاح سياساته في التقارب مع إدارة بايدن وخسارة حزيه العدالة والتنمية للانتخابات البلدية بسبب تدهور الاقتصاد، وارتفاع نسبة التضخم بمعدلات كبيرة تقترب من 70 بالمئة، علاوة على استمرار تراجع الليرة، وأبرز خطوة في هذا الإطار محاولة إعادة الثقة في العلاقات التركية الروسية، وأبرز مفاتيحها ترطيب الاجواء مع دمشق.
***
صحيح ان الأوضاع الاقتصادية السورية متدهورة، ومعاناة الشعب السوري في تصاعد بسبب الحصار الأمريكي الخانق (قيصر)، ولكن هناك مؤشرات قوية بأن ادخال إصلاحات داخلية، أهمها محاربة الفساد، وبدء تقليص سطوة القبضة الأمنية المبالغ فيها، وإلغاء كل أشكال التعذيب التي كانت تمارس في الماضي، وانفتاح بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا التي أرسلت رئيس مخابراتها الى دمشق قبل أيام، كلها مؤشرات إيجابية ربما تعطي بعض ثمارها في المستقبل القريب.
دولة الاحتلال الإسرائيلي مصدر كل الكوارث في المنطقة، تقف على حافة الإنهيار وتواجه أزمات متفاقمة ابتداء من الانقسامات الداخلية، وانتهاء بالهزائم في غزة واليمن وجنوب لبنان، ولهذا فإن ضرباتها التي تستهدف العمق السوري تعكس تكاذبا واضحا، ومحاولة يائسة للإيحاء بأنها ما زالت قوية، وهي التي لا تستطيع هزيمة غزة التي يدخل صمودها بعد اربعة أيام شهره التاسع، وتبذل الرئاسة الامريكية جهودا ضخمة لإنقاذها وتقليص خسائرها، علاوة على إنقاذ نفسها ومصالحها في المنطقة.
سورية تعود بقوة، وان ببطيء، لإستعادة مكانتها وريادتها العربية، وسيأتي اليوم الذي سترد فيه على كل هذه العدوانات الاسرائيلية التي تستهدفها تماما مثلما فعلت المسيّرات والصواريخ الإيرانية في “الوعد الصادق” واليمنية في البحور الاربعة.. والأيام بيننا.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

إقرأ ايضاً

الأمير الحسن في بيان عالمي: حالة عدم الاستقرار تعيق تحقيق السلام

#البلقاء #اليوم #السلط أصدر سمو #الأمير #الحسن...

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

موقف البلقاء اليوم

هموم وقضايا