البلقاء اليوم - #أميه #العلوان.... يكتب ..... #شاهر #المكيد؛ مات زلمه
دخل المقبرة هذه المرة محمولاََ على أكتاف أهله وأهل الخير، المقبرة التي دخلها مودعاََ غالبية من فيها على مدى عمره الممتلئ بالمصاعب والحضور الكثيف، لشاهر عبارة شهيرة يعرفها أهل عيرا، إذا مات أحد الكبار قيمة وقدراََ يودعه بالقول: يكفي إنه مات زلمه، بمعنى أنه كان رجل مواقف ومبادئ.
ما أن دخلت الجنازة رأيته يدخل المقبرة مشياََ على الأقدام، ليس كفناََ بل أحد بذلاته الشهيرة يرتدي بكامل أناقته وعنفوانه وابتسامته البسيطة، مشى ليس بعيداََ عن قبره حيث مثواه الأخير، جلس واضعاََ كالعادة ساقاََ على ساق، أشعل سيجارته ونظر نظرته الأخيرة بكل استهزاء على دنيا فانية عاشها بكل عناد وتحدي، دنيا ملأها بالحديث الجميل وفصاحة اللسان المعهودة عنه وجداله الثري ومواقفه، لم يبكِ هذه المرة كما في كل مرة، ودّع الجميع بالدموع الحرّى، التفت يميناََ وقال: شايفه يا فليحة، ايييييه. سار مبتسماََ إلى قبره ثم رمى سيجارته، نظر إلى السماء، اها شكلها شتّايه، يلّه يا بسام.
دفناه.. ثم هطل المطر.
وها نحن اليوم نودع أحد الكبار وأحد عناوين عيرا ونشعر بذات الفجيعة على خسارة الكبار الذين مشوا الدرب كاملاََ بكل الصعاب والموجعات في الزمن الصعب، ونشعر أننا نخسر أعمدة البيت، البيت الأردني الأصيل الذي نراه يغادر مسرعاََ.
العربي جبر عندما مرّ بمقبرة أثناء ترحاله وسأل مستغرباََ لماذا الأعمار المسجلة على القبور، شهرين وثلاثة وسنة وهكذا، كان الجواب أن هذه الأرقام ليست عمر المتوفي، بل مجموع أيام السعادة التي عاشها في حياته، عندها قال: عندنا أموت اكتبوا على قبري: هذا العربي جبر من بطن أمه إلى القبر، قاصداََ أنه لم يعش يوم سعادة واحد.
عند قومي كما في كثير من المجتمعات التي تحضر فيها القيم والوجدان والشهامة، يقاس عمر الإنسان بل الإنسان كله بالمواقف والمعنى والحضور، نحن أيضاََ نقول؛ فلان مات سقيطة، يلا الله يرحمه على كل حال. ونقول فلان مات #زلمه.
وشاهر #مات #زلمه
وداعاََ لعنادك الجميل وجدالك الثري وقلبك الحروق وحضورك وأناقتك وفصاحة لسانك الذي ملأ الدنيا.
-
الذكرى السنوية التاسعة لوفاة فقيد الأردن الشيخ عقاب ابورمان
#الذكرى #السنوية #التاسعة #لوفاة #فقيد #الأردن...
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع