البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ----السلط
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً، أعدّه بيتر بيومنت، تَساءلَ فيه عن مستقبل مجموعة فاغنر، بعد مقتل زعيمها يفغيني بريغوجين بحادث تحطُّم طائرة بموسكو، يوم الأربعاء.
وقال إن المراقبين للشأن الروسي لم يستغربوا نهاية زعيم المجموعة، الذي أهان الرئيس فلاديمير بوتين، ولكن هل ستظل مجموعته باقية؟ ففي المرحلة التي أعقبت “الزحف نحو موسكو”، قبل شهرين، توقَّعَ مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز عدم تعجّل الرئيس بوتين في الانتقام منه، وأنه سيأخذ وقته. وقال بيرنز “ما نراه رقصة معقدة”، و”بوتين هو الرسول المطلق للانتقام”.
وفي الوقت الذي تظل فيه التفاصيل حول ما جرى بالضبط، وطبيعة الحادث الغامضة، في الساعات التي أعقبت مقتل رئيس مجموعة المرتزقة، فإن ما هو واضح أن المجموعة التي بناها قطعت إلى أرباع، وقطع رأسها. دور فاغنر في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حَدَّ منه في مرحلة ما بعد الزحف نحو موسكو، والذي أحرجَ بوتين والكرملين، وبدا، ولو للحظة، أن بريغوجين يحاول استعادة بعض التأثير من خلال العملية في أفريقيا، وبناء على توجيه من الكرملين.
ووضع بريغوجين رسالة فيديو أعلن فيها عن دعمه للنيجر، ونظر إليها المحللون على أنها تذكير بالطريقة التي خدمت فيها فاغنر أهداف الكرملين. وبث هذا الأسبوع فيديو من مكان ما في أفريقيا، ظهر فيه بزيه العسكري، ربما وجد دوراً جديداً، وليبدو كما لو أن الكرملين غفر له.
في الفيديو الأخير، أكد بريغوجين على أنه يقوم بالتجنيد لعملياته في أفريقيا، وفي الوقت نفسه دعا المستثمرين الروس لاستثمار أموالهم في جمهورية أفريقيا الوسطى، وعبر “البيت الروسي” الثقافي في العاصمة بانغي. وكانت طائرته تحلق فوق منطقة تاير بموسكو مع عدد من قادة فاغنر البارزين، عندما سقطت طائرته من الجو، فيما قالت تقارير إن الطائرة تعرضت لإطلاق النار من الدفاعات الروسية.
توقَّعَ مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز عدم تعجّل الرئيس بوتين في الانتقام منه، وأنه سيأخذ وقته. وقال “ما نراه رقصة معقدة”، و”بوتين هو الرسول المطلق للانتقام”.
ولم يكن بريغوجين الوحيد الذي مات في الحادث، بل ديمتري أوتكين، قائد العمليات العسكرية في فاغنر، وهو ضابط سابق في المخابرات العسكرية الروسية، وعمل في حراسة حقول النفط في كل سوريا، ومتهم بتنظيم قافلة فاغنر التي زحفت نحو موسكو.
واقترحت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي تابعة لفاغنر وجود عدد آخر من قادتها على الطائرة.
وتشير تقارير أخرى إلى مغادرة مئات من عناصر فاغنر بيلاروسيا بعدما عبّروا عن عدم رضاهم من الرواتب الضئيلة في البلد، أو انتقلوا للعمل في غرب أفريقيا. وقد خفض عدد قوات فاغنر هناك من 5.000 إلى الرُّبع. ومن الواضح أن فاغنر لم تعد كما كانت.
ففي روسيا، توقفت عمليات فاغنر، حيث حاول بريغوجين وحلفاؤه البحثَ عن دور جديد، في ظل بوتين الغاضب.
وبخروج فاغنر من أوكرانيا، بعد نشر الكثير من عناصرها كعلف مدافع في المعركة على مدينة باخموت، فإن السؤال الأكبر هو عن مستقبل الشركة، وإن كانت ستظل قائمة في الدول الأفريقية، كما كانت من قبل. ومع وجود العديد من الأسماء التي ذكرت كبديل عن بريغوجين، يبقى أن المسألة تتعلق بقدرة أي منهم على ملء الفراغ الذي تركه.
معظم إمبراطورية فاغنر، والتي تجمع ما بين عمليات التضليل المعلوماتي، مع المصالح التجارية الغامضة، وعمل المرتزقة، اعتمد على العلاقات المشبوهة التي أقامها بريغوجين والمقربون منه، على مدى السنوات الماضية. فقرار فاغنر مثلاً مساعدة النخبة العسكرية في مالي أدى لقرار فرنسا سحب قواتها من البلاد. ورغم قدرة الكرملين على تطوير علاقات مع قادة دول الساحل والصحراء إلا أن جهود بريغوجين الحثيثة أدت لبناء علاقات شخصية مع أمراء الحرب وقادة الانقلابات والساسة الفاسدين ورجال الأعمال.
وكما قال ضابط سلاح الجو السابق شون بيل، والمحلل العسكري حالياً، فإن فاغنر بدون بريغوجين تظل لا شيء: “لو كانت فاغنر هي يفغيني بريغوجين، فمن الصعب رؤية أنها ستبقى، وهذه هي نهايتها كما نعرفها”.
ورأى بويتر ساور، بنفس الصحيفة، أن بريغوجين بعد العصيان كان يعيش على وقت مفترض. وظل الجميع يتساءلون عن الطريقة التي سيردّ فيها بوتين على أول عصيان يواجهه، منذ توليه السلطة قبل 23 عاماً.
تصرفات بوتين بعد نهاية العصيان أدهشت الكثيرين، حيث سمح لبريغوجين عقد صفقة مع رئيس بيلاروسيا، ونقل قواته إلى هناك وأسقط التهم عنه، رغم تهديده على التلفاز بمعاقبة الخونة
وخلال التمرد قام عناصر فاغنر بإسقاط طائرتين حربيتين، وقتل 15 طياراً.
وكَشَفَ تمرّدُ بريغوجين، الذي وصل إلى ضواحي موسكو، عن هشاشة نظام بوتين واستقراره.
وقال ساور إن تحطّم الطائرة، وإن لا يزال مجهول السبب، إلا أن الخلاف بين بريغوجين والقيادات العسكرية يمنح الدولة الكثير من الأسباب للانتقام منه.
وعادة ما يقسم بوتين الأشخاص الذي يعارضونه إلى أعداء وخونة، وكان تمرد بريغوجين مدعاة لوضعه على قائمة الخونة. إلا أن تصرفات بوتين بعد نهاية العصيان أدهشت الكثيرين، حيث سمح لبريغوجين عقد صفقة مع رئيس بيلاروسيا، ونقل قواته إلى هناك وأسقط التهم عنه، رغم تهديده على التلفاز بمعاقبة الخونة. بل ومنحه مقابلة استمرت ثلاث ساعات، وظل بريغوجين يتحرك ما بين بيلاروسيا وروسيا، حيث حمل معه أكياساً من المال، وسبائك الذهب في قصوره الفخمة بسانت بطرسبرغ. وبعد ذلك شوهد، على هامش القمة الأفريقية، في نفس المدينة.
ورأى المعلقون أن بوتين كان يحاول إخضاع خصمه لا تدميره، مع أن تصرف أمير الحرب الجريء تَرَكَ الكثيرين يتساءلون عن قدرة بوتين على التشبت بالسلطة، وإن كان القائد الذي قدم نفسه فوق الخلافات.
القدس العربي- إبراهيم درويش
الرئيسية
شؤون عربية
“الغارديان”: هل انتهت فاغنر بنهاية زعيمها بريغوجين .. وماذا عن حلفائها في أفريقيا؟
-
-
-
روسيا تجري محاكاة لرد نووي بصواريخ تقطع آلاف الأميال
#البلقاء #اليوم #السلط - أجرت #روسيا، الثلاثاء،... -
-
-
-
-
-
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع
إقرأ ايضاً
جيش الإحتلال : الليلة سنقصف بقوة مناطق بالشرق الأوسط
#البلقاء #اليوم #السلط نقلت صحيفة يديعوت...