عامر يعقوب الشياب .. يكتب .. من المسؤول ؟؟؟

البلقاء اليوم - كتب :عامر يعقوب الشياب
من المسؤول ؟؟؟
من المسؤول عن زعزعة الثقة بأم الوزارات ( وزارة التربية والتعليم ) صانعة الأجيال والقادة والعلماء والاطباء والمهندسين والمعلمين والمحامين والمهنيين ؛ وزارة القيم والتاريخ داعمة الحضارة والرقي ؛ صاحبة أعظم فلسفة ورؤية ورسالة ؟
من هو المسؤول عن الاساءة إلى صرح هو الحصن الحصين للهوية الأردنية ورسالة الهاشميين ؟
من هو ناكر الجميل الذي اساء للأم التي علمته الحروف والكلمات ؟ ليهجوها ويعقّها بعدما أحسنت اليه ؛ الأم التي شكّلت إنسانيته ، وبددت جهله، ونورت طريقه ، وجعلته كينونة بشرية منتجة وحاضرة في عالم يتضاعف فيه العلم كل يوم ؟


هل أصبحت وزارة التربية والتعليم تنتقم من أبنائها الذين ترعرعوا في أحضان مؤسساتها اثنتي عشرة عاماً ؟
لا عتب على الجاحدين ولكن العتب على أصحاب الفكر والعقول الذين انساقوا وراء ذلك الجحود وتلك الاشاعات المسيئة وجلدوا أنفسهم بأنفسهم وهم لا يعلمون ، نشروا الافكار المسيئة دون تفكير أو تدبير ، انجرفوا بتيار أصحاب المصالح الرخيصة المروجين لبضاعة مختزلة ومتقزمة بيعت بأعلى الأسعار ويبقى السؤال : من المسؤول ؟؟؟



لماذا تجلدون الجسد الذي ما زال يرعى ابنائكم من رياض الأطفال إلى نهاية المرحلة الثانوية ؟؟؟
هجوم غير مبرر وغير مقبول على وزارة في جنباتها إدارة الامتحانات والاختبارات يؤدي القسم القانوني على كتاب الله تعالى كل من يعمل فيها أو يشارك في عمل يقع ضمن مسؤوليتها ؛ يقسم كل منهم بأن يعمل بكل أمانة وإخلاص وأن يتحمل مسؤولية أي تقصير أو خلل وفق القانون . قسم من الأمناء العامين ، ومدراء الادارات ، ومدراء التربية ، وواضعي الأسئلة ، والكوادر المساندة ، ورؤساء القاعات ومساعديهم والمراقبين في القاعات والأذنة والحراس ولجان الامتحانات المختلفة ،والعاملين في مراكز تصحيح الاسئلة ، ومركز الفرز في الوزارة وكل من له مساس مع الوثيقة المحمية .



يتم التحضير للعرس الوطني للدورة العامة خمسة شهور (من شهر آذار لنهاية شهر تموز) وتعلن النتائج في نهاية شهر آب ؛ جهود مضنية تقوم بها وزارة التربية والتعليم بجميع كوادرها خدمة لأبنائها الطلبة ، تُقام لهذا العرس الوطني غرف العمليات في الوزارة والمديريات للمتابعة وضمان الجودة وتتكاثف الجهود والتنسيق مع جميع الجهات الأمنية لتأمين الحماية للوثيقة المحمية (أسئلة الثانوية العامة ) ومنع تسريبها . للخروج بسمعة طيبة عن مخرجات الثانوية العامة التي نفتخر بها في جميع الدول العربية والأجنبية والتي تحظى بكل الاحترام والتقدير من الجميع .
بعد كل ذلك النظام وتلك الاجراءات وتلك التكاليف المالية العالية يأتي مجموعة من المرتزقة يطلقون الاشاعات ويصطنعون بعض المواقف التمثيلية لتحقيق بعض المكاسب الرخيصة وهذا ما شاهدناه في بعض المقابلات الهزلية امام بعض القاعات ، والتي كان من أهدافها جمع اكبر عدد من التعليقات والمشاهدات والبعض يتحدث عن الآلة الحاسبة بأنها لا تعمل علماً بأن الامتحان لمادة اللغة الانجليزية والبعض يتحدث وهو يبكي وعند انحراف الكاميرا عنه قليلاً يبدأ الضحك .....الخ (من المسؤول ؟؟؟؟)



من المسؤول عن ادعاء تلك الفتاة أن الاسئلة تسربت والحاصلين على العلامة الكاملة هم من دفعوا ثمنها سبعمائة دينار ؟؟ هل جميع الطلاب اصحاب العلامة الكاملة دفعوا سبعمائة دينار؛ مبلغ بعد منتصف الشهر يصعب الحصول عليه أو تأمينه
هؤلاء المغّرر بهم لا يعلمون معنى وثيقة محمية ؛ لا يعلمون وسائل الحماية المتبعة لحفظ وتخزين مغلفات الأسئلة ؛ أعلمها أنا شخصياً بحكم عملي في اقسام الامتحانات لمدة خمسة عشرة عاماً ؛ تعلمت فيها أن الخطأ المسموح به في الامتحانات صفر بالمئة ؛بمعنى آخر الخطأ غير مسموح به ؛لأنه يتعلق بمصير طالب هو محور العملية التعليميّة التعلميّة .



وزارة التربية والتعليم التي يتم ّ الاساءة اليها من بعض ضعاف النفوس وقفت إلى صف الطالب ليتجاوز المرحلة ففتحت منذُ سنوات عديدة فرص للمستنفذين الذين لم ينهوا متطلبات النجاح في خمس مواد فأقل من عام 2005 فما بعد للتقدم للحصول على شهادة الثانوية العامة .كما اعتمدت العلامة الأعلى في الاعادة ،كذلك اعتمدت التقديم لمستوى واحد من المادة دون الآخر ، (ماذا يعني هذا ؟؟؟ ) هي الأم التي توفر كل السُبل لينجح ابنائها .
لا أريد الحديث عن اجراءات الوزارة في القاعات لتأمين جميع سبل الراحة لهم من مراوح ومياه الشرب المبردة ،والدخول للقاعات قبل ساعة لعدم التعرض لأشعة الشمس ، والورق المكبر لضعاف البصر ، وكاتب ومراقب لكل كفيف ، ومترجم لغة اشارة للصم ، ووقت إضافي للشلل الدماغي والكفيف ، وقاعات أرضية للإعاقات الحركية ؛ ثم يأتي بعد ذلك بعض الأشخاص ليقولوا هدف الوزارة ترسيب الطلاب وتدميرهم .




هل يعلم أصحاب الاشاعات والذين يهرفون بما لا يعرفون أن الخاسر الأول من وراء الطعن في وزارة التربية والتعليم ومخرجاتها هم ابنائهم ؛ لأنهم سيحملون شهادات شككوا بمخرجاتها بأنفسهم وعندما يقل احترامها في الدول الأخرى بسبب الاشاعات يكون الضحية الطالب نفسه .
أخيراً أقول : لا تجلدوا أنفسكم بأيديكم ، ولا ترموا الأشواك في الطرقات لأنها طريق أبنائكم ، وليكن الانتماء لدينا بأن لا نرمي حجراً في بئر شربنا منه ماءً ولنتق الله بأقوالنا وأعمالنا والله ولي التوفيق .

---