محمود حمادنه العقرباوي .. يكتب .. ما الذي يسكت نتنياهو عن لبنان؟!.

البلقاء اليوم -
محمود حمادنه العقرباوي .... يكتب ....ما الذي يسكت نتنياهو عن لبنان؟!.

البلقاء اليوم ---السلط

شهدنا في الآونة الأخيرة تراجعا ملحوظا في الردع الإسرائيلي أمام الجبهة اللبنانية، ابتداءً بتفجير مجدو والرد الهزيل الذي جاء في سوريا مع أن الهجوم كان مصدره فلسطينيا تسلل من لبنان والذي لم يخفي رئيس حكومة العدو أنه مدفوع من حزب الله، وانتهاءً بالرشقات الصاروخية الأكبر منذ عام 2006 والتي أطلقت مباشرة من الفصائل الفلسطينية المتمركزة في مناطق حزب الله والتي تنسق بشكل كامل مع الحزب إياه، وما تلا هذه الرشقات من ردة فعل مثيرة للشفقة والسخرية من العدو رغم ما عهدناه عليه من بطش ووحشية، حيث أن قواته الجوية قصفت مناطق فارغة جنوب لبنان رغم أن رشقات الفصائل قد أحدثت أضرار مادية وعدة إصابات في صفوف المستوطنين وأجبرت العدو على تحمل خسائر اقتصادية لا يستهان بها على مستوى السياحة حيث أن كثيرا من السياح قد غادروا بلا رجعة وأن المجال الجوي شمال الكيان قد أغلق كذلك! فما سر هذا الضعف الغريب؟ والى متى سيطول؟؟ هذا ما سأجيب عنه في هذا المقال.

1- حقل كاريش وحرب الغاز!
يخشى العدو حال رده على استعراض الفصائل في لبنان من ردة الفعل التي يتوقع أن تكون هجوما مشتركا من حزب الله والفصائل الفلسطينية على حقل كاريش، والذي يعوض كما قال لابيد الرئيس السابق لحكومة العدو ما يقارب ال10/100 من ما فقدته أوروبا جراء انقطاع الغاز الروسي، فهكذا هجوم سيسبب انقطاع هذا الغاز عن أوروبا ما سيجعل العدو أكبر الخاسرين جراء التراجع المتوقع للأوروبيين عن الاعتماد على هذا الغاز نظرا لأنه غير مضمون الديمومة، ما سيشكل ضربة موجعة لاقتصاد العدو وصورته عند المجتمع الدولي كدولة كاملة السيادة ويعتمد عليها في المعاملات الدولية.

2- لا يمكن لجيش غير موحد أن يدخل حربا!
يخشى العدو أن يكون للتصدع الداخلي الذي تعرضت له جبهته الداخلية نتيجة الخلاف على قانون الإصلاح القضائي المقترح من الائتلاف الحاكم أثرا كبيرا على ولاء وانضباط جيشه، حيث أن هذا التصدع كان قد سبب إضرابات وتمرد في صفوف أفراد وضباط الجيش، وكان من أبرز مظاهر ذلك التصدع هو تراجع رئيس حكومة العدو نتانياهو عن إقالة وزير دفاعه غالانت بعدما قرر العديد من أفراد وضباط الجيش تقديم استقالاتهم منه نظرا لما رأوه مساسا بمكانة الجيش، خاصة وأن نتانياهو أقال غالانت بعدما قدم له تقريرا وصف بالواقعي فيما يخص إمكانية حدوث تصدع في الجيش.

تلك هي ما كانت أسباب ضعف ردود العدو، وفيما يخص السؤال بإلى متى سيطول هذا الضعف، فإنه من الجلي أنه لن ينتهي ما لم يجد الصهاينة طريقة لحماية حقل كاريش من الهجمات حماية كاملة مضمونة وهذا صعب في ظل وجود ما يزيد عن 200 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة في حوزة حزب الله والفصائل الفلسطينية في لبنان وهذا دون الحديث عن الأسلحة الغير معلن عنها وهذا كله موجه إلى حقل كاريش والذي صار يمثل كش ملك يمنع الصهاينة من دخول حرب على جبهة لبنان وخاصة بجيشهم المفكك، ما يمنح حزب الله والفصائل فترة ممتازة وفرصة نادرة للتسلح والتجهز لأي مواجهة قادمة ضد العدو، فرب طمع من أهل المال أورث الجيش ذلا وهوان، ورب تنازل عن حق كان جاء بفرصة قلما تنال!