الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
الرئيسية لك سيدتي صناعة “كعك العيد” .. موروث ثقافي ومصدر دخل لنساء بالبلقاء

صناعة “كعك العيد” .. موروث ثقافي ومصدر دخل لنساء بالبلقاء

535

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ----السلط

تجد العديد من السيدات بمحافظة البلقاء، في قرب حلول عيد الفطر، فرصة ثمينة لتحقيق مداخيل مالية من إعداد “الكعك والمعمول” داخل منازلهن ومن ثم بيعه، وسط تحديات يواجهنها تتمثل بارتفاع أسعار المواد الأولية التي يستخدمنها، بالإضافة إلى مدى القدرة على الوصول إلى الزبائن.
ويعتبر كعك العيد أو معمول العيد موروث شعبي وواحد من أجمل الطقوس المتوارثة، الذي يعد ضمن أجواء خاصة تشهد عادة تجميع معظم أفراد الأسرة، وهو من أشهر الضيافات المصنوعة بيتيا.

ووفق سيدات منتجات، فإنه لا يمكن تفويت موسم عيد الفطر وكذلك عيد الأضحى دون تحقيق مردود مالي وفير من بيع الكعك والمعمول، مشيرات إلى أن منهن من يعملن فقط بهذا النوع من الحلويات وفي فترتي العيدين، بينما تعمل أخريات بشكل مستمر دون انقطاع بإعداد العديد من أصناف الحلويات وكذلك الأكلات.

وأضفن لـ “الغد”، أن غالبيتهن إن لم يكن جميعهن، يواجهن ظروف معيشية صعبة ولا يوجد مصدر دخل بديل لهن، أو أن مصدر دخل العائلة محدود ولا يفي بمتطلباتها واحتياجاتها، فيلجأن للاستفادة من بيع الكعك والمعمول قبل حلول العيد لتوفير مبلغ مالي يعينهن لفترة من الزمن، أو يعينهن على الوفاء بالتزام مالي معين أو شراء احتياجات يرغبن باقتنائها.

أم وائل البالغة من العمر 53 عاما، تقول إنها بدأت قبل 5 سنوات بإعداد كعك ومعمول العيد بتشجيع من قبل جارات لها في لواء عين الباشا، كونها وأسرتها يواجهون ظروفا معيشية صعبة.

وأضافت، أنها ترددت كثيرا قبل البدء بالعمل خشية أن تواجه الفشل، إلا أنها بدأت فيه بعدما قمن الجارات بجلب عدد من “الطلبيات الاستباقية” لتأكيد جدوى الشروع بهذا المجال، قائلة، “بعد ذلك ازدادت أعداد الطلبيات من نساء المنطقة وأصبحت متشجعة للعمل في كل عيد فطر وأضحى”.

أم وائل، أشارت كذلك إلى أن ارتفاع أسعار المواد الأولية لإعداد الكعك والمعمول كالسميد والطحين والتمر والفستق الحلبي والجوز والزبدة والسكر وغيرها من المواد، وبشكل تصاعدي على مدى السنوات الماضية، دفعها وأخريات إلى مواجهة مأزق رفع أسعار منتجاتهن إلى 7 أو 8 دنانير للكيلو الواحد بعد أن كن يبعنه بـ5 دنانير، والحديث تحديدا عن صنف التمر، حيث ترتفع الأسعار بالنسبة للأصناف الأخرى.

التحدي نفسه، تحدثت عنه أم رشاد التي قالت إن سعر كيلو “المعمول” المنزلي في سنوات سابقة كان عند بعض السيدات بـ4 دنانير، الآن يباع بمدينة السلط بـ8 دنانير، لافتة إلى أن سعر الكيلو عند بعض السيدات المنتجات يصل إلى 10 دنانير.

وقالت، إنها لا تعمل فقط في إعداد الكعك والمعمول، بل يمتد عملها إلى إعداد أصناف عديدة من الحلويات على مدار العام، مشيرة إلى أنها تعدها “حسب الطلب”، بالإضافة إلى عملها في إعداد الطعام.

أم روان لجأت إلى هذا المجال من العمل قبل 8 سنوات، كونها كانت مطلعة على جدواه وفائدته المالية من خلال عمل نساء به تعرفهن في مخيم البقعة، مشيرة إلى أن ما شجعها على فكرة الانخراط بهذا المجال هو وجود ابنتين تخرجتا بدرجة البكالوريوس ولم يجدن أي فرصة عمل في مجالهن، حيث بتن يساعدنها في عملها لتوفير مصدر دخل للأسرة المكونة بالإضافة إليهن، من الأب وفتاة أخرى ما تزال في المدرسة.

وأضافت، أن منزلها في فترة ما قبل عيد الفطر أو الأضحى، يتحول إلى ما يشبه “المشغل” بسبب ما وصفته بـ”ضغط الطلبيات” المطلوب إنجازها، لافتة إلى أنها تضطر جراء ذلك للاستعانة بـ”عاملات مياومة” يسندها وابنتيها في سرعة الإنجاز.

وتعتمد السيدات العاملات في ذلك المجال لتسويق منتجاتهن بالدرجة الأولى على “المعارف” من أقارب وجيران وصديقات وما إلى ذلك، مثلما يعتمدن أيضا على منصات التواصل الاجتماعي من خلال المجموعات والصفحات الخاصة بمناطقهن.

ومنذ دخول العشر الأواخر برمضان، بدا لافتا وعلى نحو واسع، انتشار الإعلانات على الصفحات والمجموعات الخاصة بمحافظة البلقاء، وتحديدا عبر موقع فيسبوك، التي تروج لوجود كعك ومعمول تم إعداده بالمنازل للبيع، في حين يفضل الكثير من الزبائن الشراء من المنازل بسبب تدني السعر مقارنة بالمحال التجارية، فضلا عن القناعة بأن جودته أفضل.

من جهتها، قالت المختصة في علم الاجتماع، يارا أحمد غنيمات لـ”الغد”، إن قدرة المرأة على إيجاد مصدر دخل لها ولأسرتها من خلال الصناعات المنزلية، يعد سلوكا إنتاجيا مثمرا يعزز من قدرة النساء على مواجهة ظروف الحياة الصعبة بأفكار خلاقة.

لكن غنيمات، شددت على ضرورة التزام هؤلاء النساء بالشروط والمعايير الصحية في إعداد أي نوع من الطعام أو الحلويات وما شابه، نظرا لأهمية ذلك في عدم التسبب بأي حادثة خطيرة كحدوث حالات تسمم على سبيل المثال.

وحثت غنيمات كذلك على ضرورة تعزيز ثقافة الشراء من مثل تلك السيدات لدعمهن وإسنادهن في مواجهة الظروف والتحديات التي تواجههن، وللإسهام في الوقت نفسه في تعزيز فكرة “المرأة المنتجة”.
الغد

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

إقرأ ايضاً

الزميلة الإعلامية الأردنية آمنة الطبيشي في ذمة الله

نعي فاضلة انتقلت الى رحمة الله تعالى اليوم...

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

موقف البلقاء اليوم

هموم وقضايا