السلط: تكافل اجتماعي يبرز التآخي والتلاحم بين أطياف المجتمع

البلقاء اليوم -

البلقاء اليوم -----السلط - لينا عربيات
تكبيرات صلاة التراويح تعلو عشاء في مساجد المدينة, وانفاس تلهج بالدعاء لطلب المغفرة, وما بين كلمات ايات القرآن الكريم حكايات اخرى من الخشوع الذي يأخذ النفس والروح الى عالم من الروحانيات وسط اجواء دينية يومية يعيشها الجميع في شهر الرحمة والمغفرة.

ويقدم التكافل الاجتماعي الذي اعتاد عليه اهالي السلط منذ القدم، وفي الشهر الفضيل خاصة، اروع الامثلة على التآخي والمودة بين أفراد المجتمع، من مواطنين وجمعيات خيرية ومؤسسات مجتمع مدني تتسابق لتقديم المساعدات للاسر المعوزة وتقديم وجبات الافطار للصائمين، وهي مشاهد تتكرر دائما في شهر الرحمة سعيا لطلب الاجر والثواب.

وفي صورة مشرقة لمدينة السلط بكافة مكوناتها وما تحمله من دلالات يظهر العيش المشترك بين المسلم والمسيحي، الأمر الذي يجسد اروع امثلة التلاحم بين الجميع، حيث اقيم في ساحة كنسية انتقال السيدة اللاتين في السلط افطار رمضاني لعشرات الاطفال الايتام وعمال الوطن وشخصيات، وقد رفع الاذان في قاعة الاجتماعات التابعة للكنسية وذلك بتنظيم من الاخوة المسيحيين، بضرب السلط أروع الأمثلة على العيش المشترك, والتسامح الديني, والتآخي والتلاحم الذي يشهد له القاصي والداني بين مسلمي السلط والاخوة المسيحيين، وهو الأمر الذي ساهم في ادرا? مدينة السلط على قائمة التراث العالمي، حيث تروي السلط القصص والحكايات عن وحدة الحال بين كافة اطياف المجتمع، والتي تتعمق اواصره في شهر رمضان.

كما نشطت حركة أقامت الافطارات الرمضانية في مساجد المدينة حيث يتسابق المحسنون الى تقديمها للايتام والمعوزين والصائمين طلبا للاجر والثواب، في خطوة ترسخ مفاهيم التكافل الاجتماعي والديني باروع صوره.

في حين يتسابق الصغير قبل الكبير لاداء صلاة العشاء والتراويح في مساجد المدينة حيث ترص صفوف المصلين في خشوع ممزوج بهمسات الدعاء بأن يحفظ الاردن واهله.

ولعل الفعاليات الرمضانية التي تشهدها ليالي رمضان تعد صورة اخرى للفرح في الشهر الفضيل حيث بين مدير اوقاف البلقاء الدكتور احمد الخرابشة إن «مديرية اوقاف البلقاء ستقيم فعاليات للاناشيد الدينية مرة في الاسبوع خلال شهر رمضان في ساحة عقبة بن نافع، وهي فعاليات تلقى حضورا واستحسانا كبيرا من اهالي المدينة.

واضاف انه في بداية شهر رمضان من كل عام تطلق مسيرة الشموع بالقرب من ساحة العين ابتهاجا بقدوم الشهر الفضيل من قبل متطوعين. مشيرا الى ان المجالس العلمية الهاشمية تعقد بواقع مجلس واحد في الاسبوع برعاية رسمية من الحكام الاداريين.

واكد ان ما يميز مدينة السلط أن ابناءها يصنعون الطعام لبعضهم البعض بغض النظر عن ديانتهم وهو ما يتعمق بشكل ملحوظ في شهر رمضان. لافتا إلى أن أهم صفات مدينة السلط هي وحدة المجتمع السلطي وتألف ابنائه وتعاونهم على عمل الخير بصرف النظر عن الديانة وهو ما يميز السلط درة البلقاء باعتبارها واحدة من المدن الاردنية التي يعيش ابناؤها بأمن وامان تحت ظل الراية الهاشمية.

وبين ان ابناء المدينة يتعاهدون دائما وخاصة في شهر رمضان على المساهمة برعاية المؤسسات الدينية بحيث يساهم المسلمون والاخوة المسيحيين على رعاية المساجد والكنائس على حد سواء ولا ادل على ذلك من تبرع بعض الإخوة المسيحين في السلط لصيانة مسجد السلط الكبير وتبرع الجميع لتزويد كافة المؤسسات الدينية بالطاقة الشمسية وغيرها.

واشار الى ان للمسحراتي حكاية اخرى في فعل الخير حيث يقوم بايقاظ النائمين قبل صلاة الفجر للسحور وبشكل تطوعي طلبا للاجر.