الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
الرئيسية شؤون دينية المحامي عارف الوشاح .. يكتب .. كلمة رثاء من الشهيد الحي الى شهداء الحسينية

المحامي عارف الوشاح .. يكتب .. كلمة رثاء من الشهيد الحي الى شهداء الحسينية

384

البلقاء اليوم -
المحامي عارف الوشاح ..... يكتب .... كلمة رثاء من الشهيد الحي الى شهداء الحسينية

لم يدر في خلدي يوما وانا أطوي الطريق ذهابا وايابا اثنا خدمتي في محافظة معان الابية ان تكون تلك القرية الوادعة التي ترحب بك عند دخولك محافظة معان بموقعها الاستراتيجي واسواقها التي تلبي طلبات واحتياجات المسافر عبر الطريق الصحراوي وتجد فيها ما يروي عطشك ويسد رمقك


من خلال محلات بسيطة ياسرونك القائمين عليها بعفويتهم وبساطتم وطيبة البدو الاصايل مسرحًا للجرائم التي ارتكبت بحق رفاق السلاح الذين قطعوا كل تلك المسافات عبر صحراء جرداء وعلى طريق الموت لبث إلامن والامان في تلك الحمى الغالية على قلوبنا.



كان الجميع من مرتبات شرطة معان يتسابقون للخدمة في مركز أمن الحسينة التابع لمديرية شرطة معان لقلة القضايا التي تقع في هذه البلدة التي يصل منها النزر اليسير الى الشرطة للجوئهم الى ما يعرف بالقضوة العشائرية لدى قضاتهم المعروفين والمشهورين والتي يقصدهم طالبي الحق من كافة أنحاء المملكة .
عدا عن وقوعها على الطريق الصحراوي وبالتالي سهولة الوصول والخروج منها حتى لمن لا يملكون وسيلة نقل خاصة
اضف الى ذلك الاحترام والعشرة الطيبة التي يجدها من يخدم عندهم نظرا لحسن تعاملهم وتقديرهم لممثلي الدولة وذراعها الأمني واحترامهم للغريب والوافدين اليهم من مناطق المملكة .
كيف لا وهي حسينية بن جازي ذلك الفارس العربي البدوي الشهم المشهور بالشجاعة والمروءة والكرم الذي اعتاد فاقدي الحق والأمن وهو ما يسمى بال(الطنيب) ان ينصوه لاسترداد حقوقهم ممن تعدى عليها واغتصبها دون وجه حق


فهكذا تربو على نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وحماية الدخيل
وتوارث ابنائها هذه الصفات كابرا عن كابر ومن المعيب والنقيصة ان يكون هناك تقصير اتجاه اي من هؤلاء لانه يكون عرضة للمقاطعة وعدم التعامل معه بالبيع او الشراء أو مجاورته أو مصاهرته ويتم نبذه ومقاطعته من قبل الأخرين
الا انه وللاسف وكباقي مناطق ومحافظات الجنوب عم الفقر وانتشرت البطالة بين قطاع الشباب وانصرفوا عن الزراعة وتربية الاغنام والإبل بعد ان كان البدوي لا يقبل بالوظيفة الا اللهم كجندي في قوات البادية آو الجيش العربي.
ونتيجة تلك الأوضاع وللأسف لجأ الكثير من الشباب للاتجار بالممنوعات والحبوب المخدره وتجارة وتعاطي المخدرات لسهولة وصولها اليهم وعوائدها المجزية من خلال حركة الشحن التي تخترق البلدة وانتشرت حتى بين طلاب المدارس ونتيجة زيادة الطلب عليها خصوصا من سائقي الشحن وعابري الطريق اصبحت المخدرات تجارة رائجة بين الشباب مما اثرت على سلوكم وتصرفاتهم وزادت نسبة الجريمة لديهم والتعرض لمرتادي الطريق ومنتسبي الأجهزة الامنية الذين باتوا قيدا على حريتهم في مكافحة المخدرات وارتكاب الافعال الخارجة عن القانون ومقاومة رجال ألأمن العام .
ومن هنا فاننا نناشد المختصين والأجهزة المعنية والرجال الشرفاء واصحاب الحكمة وهم كثر في تلك البلدة بالاضافة الى موسسات المجتمع المدني التركيز على نشر الوعي بين الجيل الجديد واعادة زرع القيم والعادات الاصيلة التي كانت تحكم مجتمعاتهم.



اكتب ذلك عن تلك البلدة الوادعة ونحن نودع اليوم كوكبة من شهداء الوطن أبناء جهاز آمننا العتيد الذي نجل ونحترم ونستذكره بكل تقدير وتوقير بعد ان تم الاعتداء عليهم وإطلاق النار باتجاههم من قبل احفاد ابن جازي ضاربين بكل ذلك الإرث الطيب من القيم والعادات عرض الحائط



نسأل الله ان يتغمد الزملاء ورفاق السلاح الذين فجعنا باستشهادهم في تلك المضارب التي ما اعتادت على الغدر والبوق بقاصديها والمقيمين فيها وطالبي الامن والامان
والعيش الكريم ولا هي من شيم البداوة والأصالة.
بقلمي المحامي/
عارف الوشاح

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا