دراسة تتنبأ بفشل تجربة تطوير الأحزاب في الأردن

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ---السلط

أعلنت مؤسسة “نماء” للاستشارات الاستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة “كونراد أديناور”، عن نتائج دراسة بعنوان “حال المشاركة السياسية والتمثيل السياسي في الأردن”.

وأجريت الدراسة على عينة وطنية تمثيلية، تتألف من 1256 شخصًا و 822 طالبًا جامعيًا، في أكتوبر 2022.

وقال حوالي نصف العينة وثلثي طلاب الجامعة إنهم قادرون على التعبير علنًا عن آرائهم السياسية بحرية دون خوف، وهذا تغيير كبير عن الوضع السائد خلال العقدين الماضيين.

على الرغم من هذا التغيير، لم يكن هناك زيادة في اهتمام الأردنيين بالسياسة.

وأظهرت الدراسة إن المشاكل التي تشغل بال الأردنيين هي المشاكل الاقتصادية، وتحديداً البطالة: 61.3٪ من العينة الوطنية و 56.6٪ من طلاب الجامعة قالوا إنهم "غير مهتمين بالسياسة على الإطلاق"، وقال حوالي 5 بالمائة إنهم "مهتمون جدًا بالسياسة".

ووجد أن غالبية المستجيبين يهتمون بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية أكثر من اهتمامهم بالأنشطة السياسية. على سبيل المثال، قال 97 في المائة من طلاب الجامعة الذين شملهم الاستطلاع إنهم لم يشاركوا في أي أنشطة سياسية خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، وقال 98.9 في المائة من المستطلعين إنهم لا ينتمون إلى أي حزب سياسي، وردا على سؤال حول أي من الأحزاب السياسية القائمة يقترب من تمثيل مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قال 59.4٪ من العينة الوطنية و 67.3٪ من طلاب الجامعة أنه لا يوجد حزب سياسي يمثل مصالحهم.

تعكس نتائج الدراسة ضعف الروابط بين الأردنيين والأحزاب التي من المفترض أن تمثل قضاياهم واحتياجاتهم، ونقص الفطنة السياسية، حيث أعلن 25.2٪ من العينة الوطنية و 24.2٪ من طلاب الجامعة المستطلعة آراؤهم أنهم غير متأكدين من مساهمة الأحزاب في الإصلاح السياسي والاقتصادي.

وفيما يتعلق بالرغبة في التصويت لحزب سياسي أو في الانتخابات البرلمانية والبلدية المقبلة، قال 65.4 في المائة من العينة الوطنية و 63 في المائة من طلاب الجامعات إنهم لن يصوتوا بالتأكيد ؛ فقط 23.1 في المائة من العينة الوطنية و 23.2 في المائة من طلاب الجامعة قالوا إنهم سيصوتون.

يعتقد 39.6٪ من العينة الوطنية و 31.9٪ من عينة الطلاب أن الأحزاب السياسية غير قادرة على تشكيل حكومة في الأردن.

في الوقت نفسه، قال 30.7٪ من العينة أن أفضل نظام لحل القضايا التي تواجه الأردن هو نظام تحكمه الشريعة الإسلامية، دون الحاجة إلى وجود أحزاب سياسية، بينما يفضل 25.8٪ نظامًا برلمانيًا يكون فيه القومي واليساري والوسطي والأحزاب الإسلامية تتنافس في الانتخابات النيابية.

وقال 37.4٪ إنهم سيصوتون للأحزاب السياسية التي تطالب بإشراك أكبر للمرأة في العملية السياسية، وبين الطلاب بلغ الرقم 55.5٪.

إن اهتمام الأردنيين بالسياسة يغذي الفكر. والسؤال هو ما الذي يجب عمله لجعلهم يشاركون بشكل أكثر فاعلية في العمل السياسي، لضمان تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية التي يتصورها الملك عبد الله.

وقال فارس بريزات رئيس مؤسسة نماء، إن 25.2 في المائة من العينة الوطنية و 24.2 في المائة من عينة طلبة الجامعة "غير متأكدين من الطرق التي تساهم بها الأحزاب السياسية في الإصلاح السياسي والاقتصادي لأن الأحزاب لا تعلن عن برامجها".

وأضاف بريزات: "يقودنا هذا إلى استنتاج مفاده أن الأردنيين لا يثقون في أدائهم للمساهمة في الإصلاح"، مضيفًا أنه "يجب علينا إعادة التفكير في كيفية جعل دور الأحزاب أكثر فاعلية والمضي قدمًا في الإصلاح السياسي".

تظهر نتائج أخرى للدراسة أن 50.3٪ من العينة تعتقد أن العشيرة تمثل مصالحهم إلى حد كبير، وهي موثوقة أكثر من الأحزاب والبرلمان والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وغيرها.