مجموعة قعدة الطف .. جلال الزعبي .. يكتب .. متوالية الحزن

البلقاء اليوم - مجموعة قعدة الطف كتب جلال الزعبي

متوالية الحزن

حزنً اخر هذا المساء ،و حتما هو ليس آخر حزن ،ففي وطني تتوالى الاحزان عادة، كسبحة انحل عقدها فما ان يصيح في الجنوب ناعيا، حتى ترد عليه من الشمال بواكيا ، اعلم يا سيدي ان اخاك عبد الرزاق قد استشهد برصاصة قتلته ،لكنك انت ايضا لم تمت مجلوطا ،انما قتلتك رصاصة القهر التي لاحقتك عمرا ، قتلتك اخر قطرة دمع نزفتها روحك قبل يوم من هذا الموعد ، ،


ابا فرحان ، وانت الذي لم ينال من هذا الاسم شيئا، كنت اباً لهذا الوطن، كم احزنتك احزانه ، وكم ابكتك مظالما وقفت وتصديت لها كطود عظيم لم تكفه الرياح ولا العواصف ولا حتى الزلازل ،
اليوم ، ، اليوم ستنام عيونك بلا احزان تؤرقها ،اليوم ستقف وجها لوجه امام جلاديك ، امام من قهروك من قبل ،امام من ابكوا عيناك ،يا باكي العينين ، اليوم لا ظلم ولا قهر ، ، اليوم ستمضي الى قاضي السماء ، لن تحتاج لبينة ولا وثيقة دمغ ، ، فالقاضي هو الله والبينة كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها .
سلام عليك يا ابا الاردن ، ، يا ابا اليتامى والمظلومين ،، فليهنك اليوم انك انت السيد هناك ، انت صاحب الحق ، الحق لك انت اليوم ، ، ، وهم لا حق لهم !

غسان الزعبي/ قعدة الطف

---