من مجموعة قعدة الطف كتب العميد المتقاعد عارف الوشاح وتستمر قوافل الشهداء

البلقاء اليوم - من مجموعة قعدة الطف كتب العميد المتقاعد عارف الوشاح

وتستمر قوافل الشهداء

الاخ ورفيق السلاح صاحب الهمة العالية والروح الوثابة القابض على جمر الواجب الناذر روحك قربانا لامن الوطن الشهيد الدكتور عبدالرازق الدلاليح ابن الوطن وابن الصحراء وابن الشفا والغور يا من حرثت الوطن طولا وعرضا وتنسمت عبير جباله ووديانه كي يبقى واحة امن يتنعم به ابناء الوطن.

يا من تشعر ان الحفاظ على امنه واستقراره هي من صميم مسئوليتك العليا ومصلحة ابنائك وعائلتك ووالديك الذين تركتهم في ليلة الجمعة المباركة التي بارك لها فيها وفيمن صلى وسلم على رسول الهدى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
هذه الليلة التي عادة ما يتجمع بها الاهل والاصدقاء في نهاية الاسبوع للتواصل وطاعة وبر الوالدين وصلة الرحم الا انت الذي يحرم عليك وعلى زملائك عيش هذه اللحظات
ايها الحبيب البطل يا ابن الوطن لقد هزني خبر استشهادك واعترتني نوبة حزن عارمة لا يحس بها الا من عشها لحظة بلحظة وهزتني الذكرى كما هزتني الرصاصات التي ارتدت عن جسمي في ليلة جمعة مشابهة استذكرت فيها ذلك الحادث الاليم الذي عشته وعاشته اسرتي بلحظات رعب يصعب وصفها الا على من عايشها وإن كانت هناك مشاعر جياشة من الجميع ومن رفاق السلاح ومن المسؤولين وقت وقوع الحادث وما يعقبه من اجراءات ومراسم الا انهاسرعان ما تنسى وكأن شيئا لم يحدث لا بل قد يلقي البعض من المسؤولين المنظرين وهم كثر باللائمة عليك بانك قد تسببت باحراج الدولة وإنك لم تحسن التصرف لانهم لم يعيشوا تلك اللحظات
لتبقي اسرتك واطفالك يعانون من الفقد الذي لا يعوضهم عنه كل كنوز الدنيا
ايها الشهيد البطل يا ابن القبيلة وابن العشيرة التي لم تتوانى يوما عن تلبية نداء الوطن اكتب اليك هذه الكلمات من ذاكرة عامرة بالأسى مشاعر جياشة وقلب فطره ما عانيته على اثر اصابتي التي كانت ستجعلني في مقدمة الموكب الذي انضممت الية لولا ارادة الله الذي كتب لي من العمر بقية لأعيش لحظات مشابهة للحظة استشهادك واستشهاد من سبقوك

العميد المتقاعد عارف الوشاح/مجموعة قعدة الطف

---