المهندس محمد عربيات .. يكتب .. المعادلة الأصعب ( الدخل ونفقات الأسرة )

البلقاء اليوم -
المهندس محمد عربيات .... يكتب .... المعادلة الأصعب ( الدخل ونفقات الأسرة )


البلقاء اليوم ---السلط



تحاول الأسرة الأردنية حل معادلة صعبة لتحقيق التوازن بين الدخل والنفقات وتعيش داخل واقع أشبه بلعبة البازال حيث تحاول الأسرة التحكم بالدخل بشكل دقيق من خلال تقسيمه وتوزيعه على المتطلبات الأساسية وتحرص على انفاق البالغ بدقة بالغة وفي مكانها الصحيح والا فشلت في الاستمرار بتلبية هذه المتطلبات وسقطت تحت خط الفقر.
أشار تقريــر مســح نفقــات ودخــل الأســرة 2017 والصــادر عــن دائــرة الإحصاءات العامــة إلى ان متوسط دخل الأسرة السنوي في الاردن 11512.4 دينار، ويبلغ متوسـط انفـاق الأسـرة السـنوي فـي الاردن 12519.3 دينـار، حيث ان متوسـط الأنفاق السـنوي علـى مسـتوى الأردن يزيـد عـن متوسـط الــــدخل بـــــــــــــــــ1006.9 دينــــار. وكنتيجــــة لتحليــــل اتجــــاه انفــــاق الأسرة الســــنوي نلاحــــظ ان مــــا نســــبته 35 %هــو علــى المــواد الغذائيــة و 24 %علــى المســكن وملحقاتــه ومــا نســبته 20 %علــى النقـل والاتصـالات، وبـاقي نفقـات الأسرة السـنوية تنفـق علـى الملابـس والأحذية والتبــغ والســجائر إضــافة الــى التعلــيم والصــحة، حيث بلغ انفــاق الأسرة السنوي على التعليم والرعاية الصحية 9 %من انفاق الأسرة السنوي.



في ظل هذه المعطيات وانخفاض معدل الدخل السنوي عن معدل الإنفاق السنوي كيف ستواجه الأسرة الأردنية أي تحديات جديدة وكيف ستحقق التوازن بين طرفي المعادلة وتحل هذه اللعبة (البازال) . وما سبب ارتفاع نفقات الأسرة على المسكن والمواصلات والذي يصل إلى ما نسبته 44% من دخلها السنوي؟ هل عجزت خطط الإصلاح والحكومات المتعاقبة من حل هذه المشكلة ؟ وهل يمكن اعتبار مشكلة السكن والمواصلات من التحديات التي فرضتها الأزمات الخارجية ام سوء تخطيط !!



ان الخطر الكبير يكمن في وقوع هذه الأسر داخل دوامة المثلث الخطير ( الفقر والبطالة ومعدلات الجريمة )، فمن المعروف ان ازدياد الفقر وعدم المساواة يؤدي إلى انخفاض في النمو الاقتصادي ويؤدي ذلك الى انخفاض الدخل والبطالة التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة. لا تزال هذه العلاقة تدور مع ازدياد معدلات الجريمة التي ترتفع في البلدان الأكثر فقرا، ولا تزال هذه العملية تعتمد على العوامل التي تؤثر على التوزيع العادل للدخل لتقليل معدلات الجريمة.




"تجاهل مبادئ التنمية المستدامة في السياسة الاجتماعية والاقتصادية للدولة، السبب الرئيسي لانتشار الجريمة ."
بالرجوع إلى التوصيات الملكية للحكومات المتعاقبة نجد أنها تشير دائما لأهمية حل مشكلتي السكن والمواصلات, فقد اكد جلالة الملك حفظه الله على أهمية منظومة النقل العام في رسالة التكليف السامي للحكومة "كما يجب على الحكومة الإسراع في تحسين وتفعيل منظومة النقل العام المستدام وزيادة كفاءة وسائل النقل العام، من خلال توظيف التكنولوجيا واستخدام الطاقة المتجددة والحلول الذكية وبناء قدرات العاملين بهذا القطاع، لما لذلك من أثر كبير في زيادة إقبال المرأة والشباب على العمل." فهل التقطت الحكومة هذه الرسالة وسعت لتفعيل منظومة نقل عام تساعد على تحقيق التنمية المستدامة للدولة ؟

م.محمد حسين عربيات
Mohammad.arabyat@yahoo.com

---