الخميس ,21 نوفمبر, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم الدكتورة رزان عدنان السحيمات .. تكتب .. ابنتي بين الحقوق والواجبات

الدكتورة رزان عدنان السحيمات .. تكتب .. ابنتي بين الحقوق والواجبات

838

البلقاء اليوم - الدكتورة رزان عدنان السحيمات .... تكتب
ابنتي بين الحقوق والواجبات

لا اعلم من اين ابدا ... ولكن جاءت نسمات الصبح تدغدغ مشاعر الامومه التي اثقلتهاا هموم الدنيا ومشاغلها لتأخذَ منحى اخر وهو منحى مشاعر القَنوعه.. الخضوعه ... ولعلها الدَموعه.... ....
استخدمت كلمات لا وجود لها في اللغه العربيه سوى انها ع وزن فَعوله ..... لها وزن ولكنها بلا معنى .... ع العكس من الكلمه الاصليه التي جاءت ع وزنها وهي (( الأمومه ))

لم تأتي الجنه تحت أقدام الأمهات عبثا .... ولم تذكر البنت سببا لدخول والدها الجنه عبثا .... ولم يوصي الرسول بالام ثلاثا عبثا أيضا....

ووصف الرسول الاناث بالقوارير ... وجاءت الايه الكريمه لتقول الرجال قوامون ع النساء ....

أحكام وقوانين وعادات وتقاليد كانت ولا زالت تحمل عنوان الانوثه الراقيه ذات الطابع الفخم بعيدا عن عبثيه الاعراف والأفكار المستوردة....

صديقتي وحبيبتي وابنتي .... شقيقتي وزميلتي .... خالتي وعمتي ... امي ..... ونفسي ... وكل أنثى تعرف انها أنثى لها جبال من الحقوق وعليها مداد البحر من واجبات ....

تذكري بأنك أنثى جميله وان كنت جعفرا .... ورقيقه جدا وان كنت غضنفرا.... تخرجين من بيت تعالت به الزغاريت والاهازيج ممزوجه بدموع العزه والعفه وصون الامانه.....

لتذهبين لبيت تعالت به أصوات الثقه والتباهي بنسبٍ وحَسبٍ وامراه تصون بيتا وزوجا وقلبا والاهم مجتمعا يُغذي وطنا باكمله ....

يا نفسي .... انتِ ابنه لرجل خرج من بيت وبين عينيه ثمانيه اخوات .... ليعطيه الله رزقا وطيبا ومنصبا برضا الله ووالديه اساسا وبجبر خاطرهن ودعواتهن طريقا .... لتكون هديه الله له ... زوجه اقل ما يصفها انها اجمل قطع الجنه .... و٣ زهرات كنت انا اكبرهن ....

بدأت حكايتي من تلك الرساله التي بدأها والدي بكتابة (( يا ابنتي الزواج شر لا بد منه فهو سنه الله ورسوله في الأرض ))

لتنتهي بعد أسطر وأسطر وفقرات.... ليقول يا دكتورة رزان اذا تمت الموافقه أدعو بالستر لنا ولكي .... !!!!

وقتها لم أفهم لماذا الستر له .... واعتقدت بأنها مجرد كلمه جاءت مع والدي لتكمل وزن الجمله وقافيتها ....

اليوم وبعد مرور ايام وأيام وسنوات.... واصبحت زوجه وام واصبح لدي ابنه .... ادركت ماذا أراد والدي بالستر له ....

كان يقصد ... ستر التربيه وعزة النفس ... ستر الاحترام والتقدير ... ستر الامانه وصونها... ستر القياس والمعامله .... ستر وستر وستر سنوات مكثتها في بيته معززه مكرمه جعلتني اميره في بيت سلطان ....

لأصبح في بيتي ملكه و زوجه ابن عائله لم تغمض عينها وتفتحها الا لترى رجلا جعل من تربيته العاليه وساما... ومن علمه النافع تاجا .... ومن كرامته عَلما يراه كل من يقترب منه قبل الحديث اليه ....

وشاءت الاقدار ان تكون ابنتي رزان هي تلك الطريق التي رسمها القدر لتعود بذاكرتي لكل كلمات والدي ووالدتي في كتاب الحياه والتربيه.... لأُعيدَ كتابته اليوم بكلماتي المسروقه من بيت عزي وتربيتي....

يا ابنتي ... قبل ان اثقلها عليكي .... سأتغزل بكِ لاقول انكِ أجمل هدايا الله لي ولابيكِ ... وانكِ تلك الياسمينه التي كلما تحركت انتشرت رائحة العطر معلنه صوت الضحكات التي تصاحبك .... يا ابنتي ليس تفاخراً ولكن اتمنى ان تكوني مثلي في كل شي ... لكِ من اسمي الذي تحملينه نصيبا كبيرا ...

يا بنتي ... الزوج وصيه من وصايا الله .. له الموده والرحمه والمحبه ... فهو كالغيمه جعله الله ظلا وحمايه ....

له من الأهل ابا وام ... اوصيكي كما وُصيت بانهم انعكاس معاملتك لي ولوالدك .... فَابعثي لنا بدعواتهم الجميله على حسن المعامله والتربيه .....

وله أخوة واخوات ... زاد الله بهم عزوتكِ وسندكِ بالحياه ... عامليهم كما تتمنين معاملة اخوتكِ لك .... فهم في وقت الضيق فرج ... وفي وقت الفرح سند

وله بيتٌ ... حقٌ عليكِ صونه ورعايته.... فله الراحه والسكينه... وما لذ وطاب من طعامه .. له مداد البحر واجبات خُلقتي يا ابنتي لادائها شرفا لك بتحقيق مشيئه الله بأن تكوني أنثى وزوجه وام ....

له أبناء.... اول ما يقال في حقهم ان المراه تلد أشباه اخوانها ..... فلتكرمي نسلك وذكرك بطيب تربيتك لهم ... وتجعلي ذكر الاخوال كما ذكر اخوالك طيبا

يا ابنتي ....
ليس المال بهدف الا انه وسيله ....
وليس الكرم بترف الا انه فضيله.....
وليس الاحترام بمذله إنما هو جميله .....
ليس الكذب بحل ... إنما هو مصيبه ...
وليس التبذير بتسليه إنما هو رذيله....

يا ابنتي اوصيكي بالقناعه وعزة النفس ... لا تنظري لطبق لم يجعل لك الله منه حصه .... ولا تبغضي فرحا او رزقا او حتى حزنا اعطاكي الله خيرا منه بسطه ....

يا ابنتي اياكي ثم اياكي ثم اياكي ان تكوني سببا في ذكرنا بسوء ... او سببا بانقاص اجرنا يوم القيامه .... او سببا في سواد وجه تتوارثه الاجيال ....

يا ابنتي ... جبال حقوقك كثيره وثقيله وذات قمم عاليه قد يشق على النفس منحك اياها ان كنت ثقيله الحمل ... بخيله الأدب والتربيه .. جاحده لنعم الله ... تتعالين ع القله وتنظرين إلى غيرك ناقمه ..... فجبال الحقوق نشأت بينها مداد البحار واجبات...... وازني لتستطيعي النجاه بحقوقك من أعماق بحر الواجبات.....

للحديث تتمه اذا كان في العمر بقيه.... فالتربيه حلقات تٌبثُ في مسلسل الحياه ... مُخرجها ومنتجها واحد .... ولكن تٌعرض من الشخص ليراها كل الناس علنا وسرا ... فإما ان تكون الخاتمه خيرا وإما ان تَقرأ في الحلقه الاخيره يتبع في الأجزاء القادمه .....

اختم ما بدأت... لاقول يا رب اجعلني سببا تصل به دعوات الخير لأبي وامي .... فوالله انني اسعى واسعى لرضاهم في حضورهم وغيابهم لأصل إلى قمم الجبال بعطايا رب العباد

ملاحظه ... ابنتي رزان لم تكمل ربيعها الثالث الا انني افاخر بها تربية وذوقا من في عقدها الثالث

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

إقرأ ايضاً

العد العكسي للانتخابات النيابية: قراءة في تفاعل الشارع الأردني

#البلقاء #اليوم #السلط #نخبة #بوست #رولا #أبو...

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا