البلقاء اليوم -
صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية ---- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ للمسلمين أن يتذكَّروا دوماً نهاية الظالمين؛ لأن هذا يبعث الأمل في النفوس، كما أنه يُذَكِّر الناس بقدرة ربِّ العالمين على المتكبِّرين ؛ لذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام اليوم العاشر من المحرم، وهو اليوم الذي أهلك اللهُ فيه عدوَّه فرعون؛ فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: 'مَا هَذَا؟'، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى الله بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: 'فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ'. فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. وكان صيام هذا اليوم في بداية الأمر فريضة على المسلمين، ثم صار نافلة بعد فرض صيام رمضان؛ فقد روى البخاري عن مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أنَّه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: 'هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبِ الله عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ'. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على صيامه بشكل ملحوظ؛ فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: 'مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلاَّ هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ'. وعظَّم جدّاً من أجر صيامه؛ ففي رواية مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قال: قال النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: '... وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ'. فهذا يوم واحد يمسح الله به ذنوب سنة! فلا يتركنَّه أحدنا. ولا تنسوا شعارنا: }وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا{ (النور: 54). 'د. راغب السرجاني'