‏أزمة كورونا صديقه وليست هدامه .. بقلم .. رجل الاعمال .. احمد الرواقه

البلقاء اليوم - ‏أزمة كورونا صديقه وليست هدامه ... بقلم ... رجل الاعمال .... احمد الرواقه

البلقاء اليوم --السلط


لا شك في أن الانعكاسات الإيجابية لأزمة كورونا، قد غلبت الانعكاسات الهدامة. وذلك مما رأيناه من قصور في عدة جوانب؛ ساهم في تفاقم الأزمة التي كانت تحتاج الى مواجهه فاعله خلال فترة حضانة الفيروس، لتنتهي في الدول التي حلت فيها.

ومحاكاة ذلك تكون، بافتراض أنه لو حصل إغلاق تام لمده تعادل فترة حضانة الفيروس؛ في جميع الدول الموجودة في الإقليم الواحد، بالتنسيق فيما بينها. لتم حصر آخر مصاب بالفيروس وعزله. مما يحول دون الدخول في مرحلة الانتشار المجتمعي، أو فقدان فاعلية الإغلاق التام الذي أقرته بعض دول الإقليم بمقدرات ضعيفة، ودون تنسيق فيما بينها.

ويفيد التنسيق بين الدول من أجل إقرار الإغلاق التام؛ بأنه بمجرد انتهاء فترة إغلاق تام تعادل فترة حضانة الفيروس في دولتين في الإقليم الواحد، سيمكنهما ذلك من الانفتاح فيما بينهما. وتليهما بعد ذلك الدول التي تنتهي فيها فترة الإغلاق التام التي تعادل فترة حضانة الفيروس بالتدريج. ولكن ذلك يتطلب أن يكون اقتصاد الدول منتج، ومتين بالقدر الذي لا يجعله عرضه للتأثر بتداعيات الإغلاق التام. وهذه أول إيجابيه تعكسها أزمة كورونا؛ بإظهار هشاشة اقتصاد الريع الذي يعتمد على حركة السوق بشكل أساسي، وكذلك السياحة والتحويلات المالية للمغتربين؛ وخاصه في الدول التي لا تمتلك موارد طبيعية كافيه.

ويتطلب أيضا مستوى وعي عالي لدى المواطنين؛ مما يحول دون كسر الإغلاق الذي تفرضه الحكومات. وهو ما لم نلمسه في غالبية الدول، مما رأيناه من خروقات لحظر التجول. وهذه ثاني إيجابيه تعكسها أزمة كورونا؛ بإظهار مدى حاجة الدول لتفعيل برامج التوعية في شتى المجالات، بافتراض احتمال تكرار الأزمات.

ويتطلب أيضا مستوى عالي من المسؤولية المجتمعية لدى المواطنين؛ مما يحول دون تأثر شريحة ذوي الدخل المتدني من الإغلاق. وهو ما لم نلمسه في غالبية الدول، مما رأيناه من شكاوى قلة التموين لدى الكثير من المواطنين الذين لم يحصلوا على الدعم؛ ممن هم أكثر منهم قدره كما ينبغي. وهذه ثالث إيجابيه تعكسها أزمة كورونا؛ بإظهار مدى حاجة الدول لتفعيل قانون للزكاة والرعاية الاجتماعية، يؤمن الدعم للأسر العفيفة، والرعاية الصحية للمستضعفين.

ويتطلب أيضا مستوى عالي من المواطنة الصالحة؛ مما يحول دون استغلال الأزمة. وهو ما لم نلمسه في غالبية الدول مما رأيناه من شكاوى احتكار ورفع أسعار السلع. وهذه رابع إيجابيه تعكسها أزمة كورونا؛ بإظهار مدى حاجة السوق للرقابة الفاعلة، والتنظيم بشكل دائم.

وعلى اعتبار أن الأزمات ليست عامل تعثر، بقدر ما هي وسيله تمكننا من كشف الثغرات وإصلاحها؛ لنبدو أكثر منعه. يجب القيام بكل ما يمكن من أجل تصحيح الثغرات التي أظهرتها أزمة كورونا.

احمد الرواقه
رجل اعمال

---