المهندس سعد ابو حمور .. تاريخ مشرق .. و صفحات مضيئة

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم --السلط


السلط حاضنة أجيال من رجالات الأردن الذين ساهموا في بناء الأردن الحديث، فتجدهم قد أعلوا البنيان وشيدوا الصروح وسطرّوا المجد بحروف من ذهب لا يبتغون وراء ذلك إلا مرضاةً لله وحبهم لأوطانهم وولاة أمورهم .
صفحات مضيئة سطّرها ويسطرها هامات وطنية مخلصة وفية ، نبته طيبة يبقى جذعها متجدر في الأرض وفرعها في السماء تؤتي أوكلها كل حين ، تطال قاماتهم عنان السماء، امتازوا بالوعي الوطني والاحساس بالمسؤولية وانطلقوا من قيم ومبادىء جعلتهم يتجاوزون بمسيرتهم وانجازاتهم حدود التجارب الشخصية لتصبح تاريخ مرحلة لها معطياتها وخصائصها وأبعادها في حياة الوطن والأمة، رسمت خارطة الطريق في أوطانها بكل شرف وأمانة.
فأرض السّلط ولّادة لرجالات عظام كانوا دوماً على العهد فأوفوا بعهد الولاء وبذلوا الغالي والنفيس ليزيدوا حبهم للوطن و روا لنا عشقهم للأردن بقصص من الإنجاز والعطاء ، رجالٌ حقٌّ لهذا الوطن أن يحضنهم في كل زمان ومكان .
وعند الحديث عن ابن السلط المهندس سعد أبو حمور " أبو صالح " فإننا نتحدّث عن أحد الشخصيات الوطنية التي تمتاز بانتمائها لأصلها وأرضها و وطنها ودينها وعروبتها ، فهذا علم من أعلام السلط استطاع نقش اسمه بحروف من نور عبر مسيرته الحافلة بالعمل والشجاعة والكرامة والانتماء والتضحية، إنه الرجل القوي الأمين المكافح ، صاحب قرار ، يمتهن النجاح ، ببساطة خصاله و سموّ أفعاله ، اجتمعت فيه المناقب والصفات التي من الصعب أن تفيها حقها بالكلمات والأحاديث ، فالحديث عن " أبو صالح" هو السهل الممتنع ، فمن السهل الحديث عن شخصيته القوية والنقية وسمّو خلقه ونظافة مسلكه ومسيرته ومشهودٌ له بذلك ، لكنه الممتنع في الحديث عن نفسه أو الترويج لها.
ولد عام1958 وتخرج من أم المدارس الأردنية " مدرسة السلط الثانوية للبنين " ليلتحق في أواسط السبعينات في جامعة حيدر أباد في الباكستان ليحصل منها على شهادة البكالوريوس في هندسة الميكانيك بتقدير امتياز وأبى هذا الشاب أن يتابع دراساته العليا ، فيممّ وجهه شطر جامعة دلفت للتكونولوجيا في هولندا ليحصل على درجة الماجستير في الهندسة الصحية ، عمل المهندس سعد في وزارة النقل ثم انتقل إلى الشركة العربية لصناعة الأدوية وشغل عدّة مناصب هناك ، ثم انتقل ليصبح موظفاً في سلطة المياه في لواء عين الباشا ليستلم بعدها مديراً لمياه زي ، ثم مديراً لإدارة الإنتاج والنوعية لشركة ليما/ مياه العاصمة ، ثم شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للشركة ، و في عام 2009 أصبح الرئيس التنفيذي لشركة مياه الأردن مياهنا .
شغل أبو صالح منصب أمين عام لسلطة وادي الأردن لثمانية سنوات وشغل عضوية مجلس إدارة كل من : مجلس نقابة المهندسين، مجلس إدارة شركة مياهنا ، مجلس إدارة شركة البوتاس العربية .
حاز على وسام الاستقلال الملكي عام 2001 والذي يُمنح تقديراً لأصحاب الإنجازات والتضحيات من رجالات الوطن ونسائه.
يشغل أبو صالح حالياً كبير مستشاري رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية وعضو مجلس إدارة شركة صناعات الأسمدة والكيماويات العربية و رئيس مجلس إدارة شركة مياه العقبة .

الذين يعرفون هذا السلطي ، أو تعاملوا معه ، يؤكدون بأن هذا الرجل تتجلى فيه طيبة الأردني الذي لم يُدر ظهره لهموم ناسه وقضاياهم ، مكتفياً بأن يكون رجل أفعال لا أقوال ومنابر ، مؤمناً بمقولة الهاشميين فعلاً وقولاً بأن الإنسان الأردني لا شك أغلى ما نملك ، فعلى الرغم من رياح التغيير التي تهيمن على أردننا بأصعب مراحله تبقى هذه الهامات بوصلة أمان حقيقية أمام الأردنييين لإيمانهم أن الوطن والمواطن هم أردني بامتياز.

---