خلي هالأولاد يوكلوا!

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم -----السلط

خلي هالأولاد يوكلوا!
تعرفون قصة “أبي يحيى” عندما قرّر زيارة أخته بعد طول انقطاع ، وبعد أن دخل عليها فاضي اليدين ..وأثناء تكويعه على وسادتين قال لها محاولاً تبرير موقفه : ( وأنا مارّ لقيت بكم ببيع فواكه.. لكن شو فواكه؟؟…قرن الموز قد نص عصاة “الكريك”، التفاح الحبة قد أبريق الشاي ، الانجاصة قد “الجرس”، الرمانة قد “الخابية” حتى العنب مش هسّع توالي؟؟…القطف يمكن بيوزّن كيلتين لحاله…آه والله..(كنت) بدي أجيب لكم 4 كيلو من كل نوع بس أنت عارفه الحال…فردّت الأخت من باب إحماء وجه شقيقها : لويش تغلّب حالك يا خوي….نفش ريشة و”تمغّط” قليلاً..وقال : مقصّرين ولو …خلّي الأولاد يوكلوا يا بنت الحلال!.
الحكومة تمارس نفس سلوك أبي يحيى في تبرير التقصير ..قبل أسبوع تقريباً قطعوا وعداً وبشكل مفاجىء بزيادة موظفي القطاع العام منذ بداية 2020..وبما أنه يفصلنا عن 2020 شهران فقط ، فكيف سيتم تدبير مئات الملايين المخصصة للزيادة ، والحكومة نفسها كانت “تنوح وتجوح” قبل شهر من اجل 60 مليون التي كان يطالب بها المعلمون…
اذا كانت الحكومة جادة فعلاً بزيادة الموظفين ، لماذا لا تنشر آليات الزيادة منذ الآن؟ لماذا لا تفصح من أين ستأتي بأموال الزيادة المنتظرة ؟ وهل هذه الزيادة قرض جديد من صندوق النقد الدولي؟ ومقابل ماذا؟ ..ام أنها “سلبطة” على أموال الضمان الاجتماعي؟ وبالتالي “زي اللي بيوخذ من حصّالات الأولاد” وبيعطيهم منها مصروفهم ؟؟؟ ..وهل زيادة رواتب الموظفين يصاحبها رفع الكهرباء والماء ورفع الدعم الكامل عن الخبز؟…وبالتالي انفلات جديد للأسعار …وضربة قاضية للإقتصاد…أم أن هذا هو “تدهين” لزبدة الأحلام على خبزة الأيام..ما أن تصل اللقمة الى الفم حتى يكون الشعب قد نسي ما وعدتموه به ،والحجة المعتادة حاضرة دائماً: “ما في مخصصات” ونحن نمر بظرف اقتصادي صعب ونطلب من الجميع ان يتحمل من أجل الوطن!…إن تمت الزيادة هناك ثمن لهذه الزيادة ما هو؟؟…

اذا أجابت الحكومة على الأسئلة أعلاه سنعرف منذ الآن شكل القادم المريب.

وغطيني يا كرمة العلي..بمشمّعات الغباوي.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com