الثلاثاء ,5 نوفمبر, 2024 م
الرئيسية أهم الأخبار ما بعد " الطائرة الخربانة " و " الحوت " !! هل ينتظر الرزاز رصاصة الرحمة للرحيل ؟؟

ما بعد " الطائرة الخربانة " و " الحوت " !! هل ينتظر الرزاز رصاصة الرحمة للرحيل ؟؟

968

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ---السلط
لطالما استبشر الشعب الأردني بك يا دولة د. عمر الرزاز بأنك ستعمل على تغيير الأحوال وترفع المعاناة عن الفقراء والظلم عن الضعفاء، و للأمانة ، أنت شخصية ناصعة السيرة، وعلى درجة عالية من التهذيب والثقافة و تحمل ارفع الشهادات العلمية من أرقى الجامعات الأمريكية ولا غرابة انحدارك من بيت العلم والسياسة.
ووفق الوعود الكثيرة والأماني العريضة التي قطعتها على نفسك للمواطنين كان الانطباع الأول عند الناس كافة، انك ستقلب الليل إلى نهار،وستزرع البحار المالحة قثاءً وخيار،وان أمحلت الدنيا ستقوم باستمطار الأمطار في عز حزيران،كي تصير الأردن جنة الزمان والمكان، وواحة لاستقطاب الاستثمار من كافة الأقطار.
لكن زورق ابحارك انقلب على ظهره ، وحكومة النهضة التي كنت تحلم بها سقطت في الاستفتاء الشعبي وأصبحت عبء ثقيل على الدولة والميزانية لا إنتاجية لها ولا خير فيها .
السقطة الأولى للرئيس، سوء اختيار طاقمك سواء في بداية التشكيل او عند التعديل ،آتيت ببضع وزراء { تحت التدريب / تحت التجريب }، فمنهم من سقط في الامتحان وعاد إلى منزله من الأسابيع الأولى، ومنهم من واصل زحفاً كالسلحفاة و التخبط في الجدران كسائق مبتدئ في حين أن الشعب الأردني مدهوشاً مما يصير و شاهد عيان على ما صار يوم خرج من الملعب بالكرت الأحمر بعض الوزراء ومنهم من بقي في الاحتياط صامتاً دون أي أداء يذكر،حتى أن الصحفيين نسوا أسماء الوزراء الجدد لقلة حيلتهم وبطء حركتهم وضعف أدائهم،وهذا ما سبب صدمة شعبية .
حكومتك يا دولة الرئيس ليست موفقة فالعملية برمتها عبارة عن عمليات ترميمية للتجميل و ترقيعية خوفاً من الانهيار، مما جعلها تفقد الشرعية والشعبية.وللتدليل على ما أقول تسجيلها انخفاضاً شعبياً وتراجعاً بالأداء غير مسبوق،وهذا يشي بان حكومتك هي الأضعف و الأقل ثقة بين الحكومات منذ عام 2011 .
وهذا ليس غريباً ..فهل تتذكر تصريحك السابق بقيادتك " طائرة خربانة " وبحاجة إلى إصلاحات ، واليوم تتحدث عن " الحوت " الذي يتوجب عليك ان تكون غطاساً ماهراً حتى تصطاده ، مما يعني انك تعرف الداء وهو الفساد والترهل والرشوة والمحسوبية وتعرف الدواء ، ومع هذا لم تقم حكومتك بأي خطوة ايجابية ترفع من سوية المؤسسات او لجم السلبيات التي تنوء بحملها الدولة نتيجة تراكمات كثيرة.
الخراب العميم كان عليك استدعاء و اختيار وزراء أكفاء قادرين على الإصلاح ومن ذوي الخبرات المتراكمة لكنك وللأسف اتيت ببعض وزراء لم يعمل احدهم يوماً في القطاع العام ولا يعرف دهاليز وخبايا الوزارات ولا سيكولوجية الموظفين ولا كيفية معالجة قضية طارئة أو اتخاذ قراراً عاجلاً،ناهيك انه ضرب بالمعايير الإدارية والفنية والخبرة عرض الحائط.
لا انكر علمك وثقافتك وطول باعك في الإدارة والسياسة، لكن ما عساه أن يفعل، اذا كان معظم فريقك مشلولاً وبعضهم يتربص ببعضهم البعض ، يناكفونك ،ناهيك ان الشهادة شيء مختلف عن القيادة.فالرئاسة تتطلب شخصية قيادية،كاريزما،صرامة،حزم،سرعة اتخاذ القرار،المبادرة،وهذه كلها ضرورية وملحة.لذلك كانت الأمور تجري على البركة وبقوة الدفع الذاتي وهو السبب الذي كان وراء ما وصلنا إليه من خراب.
مرحلة حكومتك دولة الرئيس ، كانت مصيبة على المملكة، فقد ارتفعت البطالة،وتوالت عجوزات الموازنة،زادت المديونية، تراجع الاستثمار،طارت الأسعار،هرب المستثمرون.فوق هذا وذاك لم يف تفي بالوعود الوردية للشباب بفتح الآف فرص العمل،واستحداث المشاريع.
قراءة كاشفة وفاحصة لاستطلاع مركز الدراسات في الجامعة الأردنية لعينات وطنية مختلفة وقادة الرأي العام،تظهر بجلاء مدى التشاؤم بل السخط على حكومتك ،و الأسباب كثيرة ومتعددة على رأسها الوضع المعيشي المتردي،الفساد المتفشي بشقيه المالي و الإداري. والفساد الصغير والكبير " اي الرشوات "، تفاقم الترهل والتخبط في الوزارات رغم دخول الكمبيوتر إليها وجولة في المؤسسات والمستشفيات والوزارات، تشعر انك في السبعينات من القرن الماضي لا في الألفية الثالثة عصر الانجازات العلمية الهائلة والمذهلة.
اللافت أن حكومتك لم تتقدم خطوة للأمام ولم تقدم شيئاً للعباد.فلا إصلاحات سياسية،ولا تأهيل إداري للموظفين،ولا مشاركة شعبية في اتخاذ القرار.لذلك بات ضروريا إطلاق رصاصة الرحمة عليها ـ عفواً ـ إطلاق الإرادة الملكية لتسريحها بإحسان وفك الاشتباك بينها وبين الشعب الأردني لانها بدأت متعثرة والخوف ان تنتهي بكارثة .
والسؤال الكبير يا دولة الرئيس المعلق على شفاه الناس كافة وبلا استثناء :ـ إلى متى نبقى هكذا ؟ !. والى متى يبقى هذا الاستعصاء ؟ !. الوضع عندنا بحاجة إلى معجزة.... هذا ما يعرفه المواطن والوافد ويعرفه الزائر والمقيم ويعرفه القريب والغريب.
من المعروف ان زمن المعجزات و إلى غير رجعة، لكن زمن الثورة البيضاء رهن يدي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المرجعية الأولى و الأخيرة لنا و القدوة المثالية للأردنيين بكل توجهاتهم ومشاربهم وأطيافهم وصاحب الشعبية العارمة.
فقط جلالة أبو الحسين، يعطي الإشارة والكل مستعد للتضحية والتفاني في البناء لبناء الأردن الجديد...فمن قصر الحسينية العامر تكون طلقة التنوير للانطلاقة الكبرى للتعمير، لان كرسي الدوار الرابع كرسي دوار وهزاز لا يثبت على حال من الأحوال.

الوقائع : جمال حداد

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا