المهندس انور طويقات يكتب .. عشقي لعبابيد الشمال .. لا يدانيه عشق ..

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ---السلط

حين يكون عشقي للعارضة والغور وعبابيدهما مختلف فاعلموا ان ثمان وعشرين سنة تكفي ليكون هذا العشق في كل حنايا فلبي وحشاشة روحي..!!
حين يكون الغريب له مقدار ..والضعيف له نصير وجوار ..وعابر السبيل له فزعة ..تدرك انك في الغور أو في العرضة..!!!
قادني الى حديثي هذا اليوم هو حجم الحزن على جزار مصري في معدي (مصطفى اللحام)رحمة الله عليه..!!
وقبله على دفن نقيب المهندسين الزراعيين العراقيين الأسبق (أبو المها)..في تربة عارضة عباد التي تشبه الحناء..!!
والمشاركة بالعزاء وإطعام الطعام ..وعمل (غداء التربة)عن روح طارق عزيز الرفيق الذي قضى في سجون الظلم دون أن يغير أو يبدل..!!
والعزاء الذي أقيم في معدي لتلك الشيبة الشامية بائع الجوز والنوقا ..الذي قضى بحادث على دراجته..!!
عدا عن حكايات كثيرة ظلت حبيسة القلوب مع علام الغيوب ..عنوانها النخوة والرجولة والإيثار وعزة النفس التي لا تقحمها الا نفوس جسورة عالية..!!
صباح العز على غوركم الذي ما زال يعطي رغم قلة ذات اليد ..ولا ينتظر من أحد جزاءا أو شكورا..!!!
صباح الجمال على عارضة العباد ..مشفى العليل ولقاء كل جميل..!!!
تجنبت أن أذكر الأسماء مخافة أن تنتقص كل عبارات التبجيل مما قدموا سرا وعلانية..!!!
من هنا فعشقي لعبابيد الشمال لا يدانيه عشق
ولا يدخل من اي أبواب التزلف والتملق والنفاق..لأنهم مثلي بعيدون عن ذلك..!!