“وقال الكريم خذ”

البلقاء اليوم - مقال الخميس 16-5-2019
“وقال الكريم خذ”
البلقاء اليوم ----السلط

مررت قبل يومين بــمحل قطايف لأشتري للعيال كيلو عصافيري ، اكتشفت أن صاحب المحل قد قام بتغيير اسم محله من “قطايف البركة” الى “قطايف الريادة والتمر الهندي الرقمي”..لم أتوقّف كثيراً عند الاسم قلت هكذا هم البعض يلحقون الموضة والأسماء الرنانة ليسوقوا بضاعتهم..سألته :كيف الشغل خالي؟؟..قال مبتسماً: الحمد لله..ظل تعبان الشغل للخميس الماضي..بالتحديد لما تعدّلت الحكومة..ويوم عملوا وزارة للاقتصاد الرقمي والريادة..”قال الكريم خذ” مش ملحق بيع بصراحة عشان هيك غيرت السم المحل ردّاً للجميل..عظيم عظيم ،هذا ما قلته له، وانا سعيد بهذا التطور الجديد..ثم قمت بانتقاء القطايف وتطبيقها على بعضها البعض..صاح بي الرجل :شو بتعمل؟ قلت له: بنقي قطايف!!..قال لي بجدية حادة:مش عارف انه كل وحده الها “سيريال نمبر” رقم تسلسلي..احنا بعصر الريادة يا بجم!..آه والله قال لي يا بجم!..حاولت الثأر لنفسي فقلت له : أي ريادة يا رجل أنت صدّقت حالك؟..في هذه اللحظة كان الذباب يحوم حول انفي ورأسي وجسدي..قلت هي فرصتي للانتقام: بدل ما تشطح بالريادة..رشّ الذبان اللي عندك!..عاد من جديد: مش قلت لك بجم!!..هذا ذباب اليكتروني بهاجم اللي ما بيعجبه شغلي!.
تخلّصت من دبق رجل القطايف اللزج ،وذهبت الى محل مفروشات ضخم وكبير..كان اسمه مفروشات راسين بالحلال ..لأكتشف انه غيّر مسمّاه هو الآخر ليصبح: “مفروشات النهضة”..دخلت المكان كان خالياً تماماً من المفروشات وكأن المحل أفلس وصفّى جميع بضاعته..هممت بالخروج واذا بصوت روبوت آلي يأتي من سقف المعرض “تفــ..ضّــ..ل..خالي..كيف ممـ..كن أساعد؟”..قلت للروبوت:آسف يا خوي شكلي فتت مكان غلط لأنكم على ما يبدو ناقلين او مصفيين البضاعة..ردّ الروبوت بطريقته المتقطّعة المعروفة : “أبداً..أنت غلطان..فال الله ولا فالك…احنا طوّرنا المعرض بس..ومن يومـ…ها “قال الكـ…ريم خذ”..قلت له: هات..قصدي وين المفروشات؟..الروبوت: “كله صار اليكــ…تروني.. امش خطوتين الى الأمام..التفت الى اليمين قليلاً..على بعد متر التفت الى اليسار..امامك عمود..المس العمود..ستظهر لك شاشة على العمود “شاشة لمس”. استعرض..الأثاث المطلوب..ثم اضغط إدخال..” فعلا ما أن لمست العمود واذا بشاشة مسطحة فيها تصنيفات كثيرة ،غرف نوم،كنب ،غرف سفر، غرف أطفال، طاولات مكاتب، فضيات..الصناعة مصنعة حسب بلد المنشأ: تركي صيني محلي …اخترت خيار “غرف السفرة”،ضغطت على السعر كان مناسباً، خانة عنوان البيت ادخلت عنوان البيت..سألت الروبوت : كيف الدفع؟..قال الروبوت قليل الأدب بصوته المتقطع: اخرج الفيزا..وحطّها بــ”#$%@”.فعلت ما أمرني..فكتبت لي الشاشة” ” جاري تحضير الطاولة الآن”..بعد ثواني قليلة..أعطاني :تمت العملية بنجاح..الطقم أصبح في منزلك…
سألته: بشرفك؟
الروبوت: وشرف..خوا..تي .بحكيــ…لك ع الامانة!
أنا: والكفالة؟
الروبوت: على قاع رجل الطاولة عدم المواخذة!.
خرجت من “النهضة” وانا مسرور أيما سرور..وبصراحة لا أريد ان أخبركم ماذا حدث معي في “نوفتيه الأدارة المحلية للقطنيات والملابس الجوانية”!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com