الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
الرئيسية أهم الأخبار هناك من ينتظر “عيد الحب” … وهناك من ينتظر “دعم الخبز”

هناك من ينتظر “عيد الحب” … وهناك من ينتظر “دعم الخبز”

700

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ---السلط --- فادية مقددي
شارف شهر شباط الحالي على الانتصاف ، وما زال قرار صرف دعم الخبز للمواطنين الأردنيين يراوح مكانه ، رغم إقرار قانون الموازنة العامة للدولة .
وما بين تصريحات بتعديلات ستطرأ على أسس صرف الدعم ، وتطمينات أخرى باقتراب موعد صرف الدعم أواخر شباط الحالي ، ما زال الأردنيون بالانتظار ، خاصة لمن يجد في دعم الخبز الذي يصرف دفعة واحدة له ولأفراد أسرته ، فرصة لبحبوحة طارئة على العيش ، أو لسداد التزامات مؤجلة ، وبعض دين متراكم ، رغم علمه أن مبلغ الدعم لن يتجاوز ال 200 دينار في أحسن الأحوال .
في الجهة المقابلة من الوطن هناك من ينتظر يوما في شهر شباط ، ليحتفل فيه ، ويدفع مبالغ مالية أضعاف ما يتم صرفه للفرد الأردني من دعم الخبز ، هناك من ينتظر يوم الفالنتاين أو عيد الحب كما يُسمى ، ليصرف ببذخ ويحتفل ببذخ ، دون أن يحسب كم سيدفع ، ودون انتظار لدعم الخبز ، إن كان يعلم أن هناك دعما للخبز ، أو يعلم أن هناك من ينتظر دعم الخبز .
يوما بعد يوم ، وشهرا يعد شهر ، يزداد الفقر ويزداد الجوع ، وتتسع الهوة وتنفرج الزاوية بين الفقر والغنى ، بين الشبع والجوع ، وبين البطر والطفر ، في وطن أصبح قابلا للقسمة غير العادلة ، دون أن يترك الغني للفقير أي باقي !!!

مع اقتراب عيد الحب ، بدأت تظهر الإعلانات التي تدعو للاحتفال في ارقى المطاعم والفنادق ، وأخذت هذه الأماكن بالاعلان عن أسماء الفنانين الذين سيحيون الاحتفال ، بتذاكر أسعارها تتجاوز الحد الأدنى للأجور الشهرية في الأردن ، وتتجاوز قيمة الدعم السنوي للخبز ، لعائلة تتكون من ستة أفراد .
نعم ، وصل ثمن تذكرة أحد المطربين الذين سيحيون ليلة عيد الحب في أحد فنادق الأردن ” 275″ دينارا أردنيا للدرجة الأولى ، والتذكرة للدرجة الثانية “175” دينارا، فيما يبلغ ثمن تذكرة الدرجة الثالثة “125” دينارا .

تذكرة واحدة براتب شهر ، او راتب قهر ، ومن سيشارك سيدفع ثمن تذكرتين . ليكون القهر قهرين …!!

كثيرة هي التعليقات والمنشورات التي رافقت الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، مستغربة ومستهجنة مثل هذه المبالغ التي تدفع لساعات ، ومنها ما استنكر إقامة هذه الاحتفالات ، ومنهم من اعتبرها استفزازا مباشرا لمن لا يملك ثمن الدواء أو ثمن الخبز ، أو ثمن دفاتر وقرطاسية أطفاله مع بداية الفصل الدراسي الثاني .
ما بين عيد الحب و رغيف الخبز .. هناك دائرة تتسع يوما بعد يوم ، من هم بداخلها يتزايدون يوما بعد يوم ، يدورون فيها وتضيق بهم وبأوجاعهم ، ومن هم خارجها ، يدورون حولها في فضاء واسع خاص بهم ، دون أن يشعروا بحجم الضيق والضنك والمعاناة لمن هم داخل إطارها .

هناك مسافة شاسعة وهوّة كبيرة بين من يعيش على جمر انتظار “عيد الحب” … ومن يعيش على جمر انتظار أن ينضج قرار دعم الخبز في فرن الحكومة .

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا