الدكتوره سمية عيد تحاضر حول " الامية الالكترونية الناجمة عن استخدام تطبيق الفيس بوك "

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ---السلط

قدمت الدكتورة سُمية عيد الزعبوط صباح يوم الثلاثاء الموافق 16/ 10 محاضرة توعوية تثقيفية عنوانها: " الأمية الإلكترونية الناجمة عن استخدام تطبيق الفيس بوك " في مركز التنمية الاجتماعية في الكرامة ، وذلك عبر انطلاقة مبادرة جمعية النجاة الخيرية في قرية السكنة/ الشونة الجنوبية، التي ترأسها الأستاذة أمل شنك حفظها الله، إذ ابتدأت الأستاذة أمل شنك كلمتها بالحديث عن الأمية بشكل عام بقولها أن صور وأشكال الأمية متعددة فمنها أمية القراءة والكتابة، والأمية الأسرية، والأمية الزواجية ، والأمية الرقمية والتكنولوجية، وما شابه ذلك.
وجاءت محاضرة الدكتورة سُمية عيد الزعبوط حول أمية التواصل عبر الفيس بوك ، فقد ابتدأت بالإشارة إلى أهمية تطبيق الفيس بوك بوصفة تطبيقاً تكنولوجياً مهماً حقق نجاحاً كبيراً؛ إذ أصبح من أكثر شبكات التواصل الاجتماعي استخداماً، كذلك أصبح نمطاً مهماً في تكوين مجتمعات جديدة .

وتناولت الدكتورة الزعبوط الممارسات السلبية لاستخدام تطبيق الفيس بوك عبر ثلاثة أبعاد هي: البعد اللغوي، والبعد الاجتماعي، والبعد النفسي، وركزت الدكتورة على البعد اللغوي بقولها أن لغتنا العربية الأصيلة الضاربة في جذور التاريخ قد أصابها التلوث جراء استخدام تطبيق الفيس بوك فهناك غياب لمفردات اللغة العربية الفصحى أثناء التواصل، وذلك بالاستعانة بمفردات لغوية أخرى كاللغة الإنجليزية وغيرها، كذلك يُلاحظ انتشار مصطلحات تم تدوالها في الأفلام والمسلسلات، بالإضافة إلى ابتداع طرق غريبة في استخدام اللغة العربية بظهور لغة جديدة حولت اللغة العربية العريقة إلى رموز وأرقام مثل: " 7 " يُشير إلى حرف الحاء، و " 2" يُشير إلى الهمزة، و " 3 " يُشير إلى العين؛ الأمر الذي يُسهم في ابتعاد الشباب العربي عن لغتهم العربية التي تمثل الهوية العربية العريقة، ويُلاحظ غياب عملية الالتزام بالقواعد النحوية والقواعد الإملائية وأدوات الترقيم.
وأنهت الدكتورة الزعبوط البعد اللغوي عبر رُؤيتها للحل بدعوة خبراء اللغة العربية والباحثين والمهتمين؛ من أجل العمل على إيجاد آلية لتضمين تلك التوجهات الحديثة في مفردات لغوية عربية لتصبح جزءاً من اللغة العربية ، فاللغة العربية هي لغة البيان والبلاغة ففيها من المرونة ما يجعلها تستوعب نتاجات مستجدات العصر وتغيراته.

وبالنسبة للبعديْن البعد الاجتماعي والنفسي، فقد أشارت الدكتورة سُمية الزعبوط إلى الحل بأنه يكمن في الضمير الإنساني، هذا الضمير الذي يُمثل الوازع الواعي الذي يتفهم الصواب من الخطأ، وبالتالي يكون رادعاً لصاحبه عن السلوك غير المرغوب، وهنا ينبغي أن يكون دور الأسرة حاضراً ، ودور المدرسة أو الجامعة حاضراً، ودور دور العبادة حاضراً، ودور الإعلام حاضراً ، ودور مؤسساتنا بمختلف توجهاتها حاضراً وأعني هنا بحاضرٍ أي المتابعة الحثيثة كلٌ في موقعه .
وفي ذات السياق وجهت نصيحتها إلى المعلم بمناسبة يوم المعلم العالمي الذي صادف في الخامس من أكتوبر ( تشرين أول) بقولها: إن التعليم لا يعني إيصال المعلومات فقط، بل يعني مقدرتك أيها المعلم على تغيير السلوك والقناعات والتوجهات، فلا يتم التعليم إلاّ إذا تحول لممارسة وواقع ..... ليقود أبناءنا لمستقبل مشرق.
كما أشارت إلى مكانة المعلم ،واستشهدت بالمقولة المكتوبة على بوابة كل مدرسة في اليابان التي مفادها " يتوجب عليك أيها الطالب أن تجعل بينك وبين معلمك سبع خطوات ؛ كي لا تخطو فوق ظله".
كذلك أشارت إلى ما ورد في أدب جبران خليل جبران حول أهمية مكانة المعلم بأنه الذي "يمشي في ظل المعبد بين مريديه لا يعطي من حكمته، بل من إيمانه ومحبته، فإن كان قد أوتي الحكمة حقًا، فإنه لا يدعك تلج باب حكمته، بل يقودك إلى عتبة فكرك أنت"